3- أن يفهم المسلم تماماً ما هي النقاط القاتلة عند النصراني فيلمس الأعصاب مباشرة دون ح
السلام عليكم
قد ناقشنا فيما سبق مطلبين وإتضح أنه ربما تكون هناك بعض الأسئلة بخصوصهما , وإن شاء الله بعد أن أنتهي سنتناقش سوياً في كل بند بند على حدة أو كما يريد الإخوة .
وفي هذا المطلب وهو الثالث سنناقش :
3- أن يفهم المسلم تماماً ما هي النقاط القاتلة عند النصراني فيلمس الأعصاب مباشرة دون حك القشور .
------------------------------------------------------
أود أن أشير أن غرضي ليس تعداد العيوب ونقاط الضعف ولكن الغرض أن تعرف فيما تناقشه , الأمور الفعالة والحساسة , لا أن يكون نقاشك سطحياً لا فائدة منه فلا أريد أن تفهم هذه المداخلة على خلاف هذا .
فأنا لا أعدد نقاط وجب على المسلم أن يرددها على كل نصراني فيكون هذا مُنتهى علمه فيما يناقش به النصراني ولكني سأشير إلى أعمدة رئيسية نقسمها كما يلي :
1- الكتاب .
2- العقيدة .
3- الطقوس .
4- المقارنات .
----------------------------
1- الكتاب .
إن مسألة الكتاب المقدس عند النصارى تمس الأصل والعصب . إن سقط الكتاب سقط الدين والشك في الكتاب وفي نصوصه شك في الدين كله .
والشك في الكتاب أو تحريفه أو ضياعه مسألة تثير قلق النصراني جداً وتجعل الكثيرون منهم يتركون هذا الدين , ليس شرطاً أن يدخل الإسلام ... بل الغرض أنه يترك النصرانية إلى غيرها وربما يكون لا دينياً أو ملحداً كما هو حال 80 % من الغربيين .
في مطلع القرن السادس عشر ظهر مارتن لوثر مؤسس البروتستانتية أو من يسمون أنفسهم الإصلاحيين وهذا الرجل له تأثير كبير جداً في مسار النصرانية فمن ضمن ما فعله هو رفض عدد من الكتب التي ظلت أكثر من ستة عشر قرناً من الزمان تؤمن بها الكنيسة الكاثوليكية والأرثوذكسية ,على أنها وحي من عند الله أو هكذا يدعون أنها وحي وما زالوا .
من ضمن خطواته الإصلاحية أنه طالب بالسماح للعامة بقراءة الكتاب المقدس بعد أن كان هذا الكتاب سجين جدران الكنيسة لستة عشر قرناً من الزمان ولا يُسمح بقراءة الكتاب إلا للقساوسة والرهبان وتحت ظروف خاصة , ويحرم على العامة مجرد الاطلاع عليه .
فلما سُمح للناس بالاطلاع على كتابهم المقدس ظهر الالحاد ورفض المسيحية في ديار الغرب بصورة كما يراها الجميع .
والغرض من هذا أن هذا الكتاب الذي يعتبرونه الدواء هو نفسه الداء .
فالكتاب نفسه يشهد على نفسه بالتحريف نظراً لما فيه من خرافات ومخالفة لأبسط قواعد العلم والتاريخ والجغرافيا وتناقضات تجزم بأنه ليس وحي من عند الله بل كتبته أنفسهم أصبح مشكوك فيهم .
كُتبت الكثير من الكتب من قبل مسيحين وملحدين ومسلمين , تُثبت تحريف الكتاب وإظهار أخطاءه وتناقضاته , فعُدّل منها ما عُدّل وبقى منها ما بقى حتى الآن , وكما قلت فأنا أتحدث عن خطوط عريضة ولست في مجال الحصر والتعداد .
المهم هنا هو ماذا فعلوا لعلاج ذلك ؟؟؟
لقد بدلوا عقيدتهم بعد أن كانوا يقولون بأن الكتاب هو وحي الله بحرفيته , إلى أن الكتبة يوحي الله لهم بالفكرة وهم يكتبوها بلفظهم هم .
ثم تطور الأمر إلى القول بوجود بعض الأخطاء المقبولة بفعل الضعف البشري .
ثم القول عند ظهور خطأ ينافي العلم أو التاريخ أو الجغرافيا ( وما أكثرها ) بأن الكتاب ليس كتاب علم وليس كتاب تاريخ وليس كتاب جغرافيا وهكذا ..... بل هو كتاب ديني وروحي ... إلخ .
مع فقدان الأصول المكتوبة بخط يد من يوحى إليه أو بخط يد من أملى عليه وما وُجِد من مخطوطات متناقضة لا يُعلم كاتبها ولا مترجمها ولا يُعلم أي شئ عنها فاستقروا على اتجاهين وهذا هو المهم عندي .
الجدال والإقرار ,
الجدال بأسئلة غبية كقولهم من حرف الكتاب ومتى حرفه ولماذا حرفه وأي هي النسخة الأصلية !!! وغير هذا من الأسئلة السخفية وعادة يرددونها لأتباعهم من العوام أو عند الحوار مع المخالف قليل العلم بدينهم .
والإقرار حينما يكون المخالف على علم بدينهم وبالمخطوطات ومواضع التحريف .... إلخ . أو مع نصراني ولكنه تعلم وعرف هذه الأمور فماذا يقولون ؟؟
يقولون أن المسيحية ليست بالحرف وأن بعض هذه التحريفات أو كما يسمونها إختلافات لا تؤثر في صلب العقيدة المسيحية , وأن المهم هو فهم محور حياة المسيح وأن الله تجسد وتم الفداء بجسده على الصليب وأنه مات من أجلنا ... إلخ .
فكأنهم زرعوا في عقل المسيحي أنه لا إهتمام بالكتاب ولذلك تجد أكثر من 90% من النصارى بل وزيادة لم يقرأ كتابه المقدس في حياته كاملاً ولا مرة واحدة , فقط مجرد قراءة , فما بالك بالتدبر والبحث وهكذا ؟ !
هنا بيت الداء .
قد أشرت إلى أهمية الكتاب في أي دين له كتاب موحى به , وعلاج كل ما قلته لك سابقاً أن هناك نقاط لا يجب أن تغيب عنك :
1- إن ثبت تحريف الكتاب - إختلافات - تناقضات - زيادة - نقصان ... إلخ , فلا شك أن هذا الكتاب ليس بمعصوم وهو قابل للتغيير .
2- قالوا أن المسألة ليست حرفية والمهم الفكرة !! وهذا محض وهم وتدليس فكيف تضمن أن الفكرة التي وصلتك هي المقصودة بدون تحريف إذا كان الكتاب قابل للتحريف ؟؟؟
يعني من أين فهمنا الفكرة ؟؟؟ من الكتاب .
وإن كان الكتاب الذي فهمنا منه الفكرة قابل للتحريف فبلا أدنى شك الفكرة نفسها قابلة للتحريف .
3- من حرف الكتاب ؟ ومتى حرفه ؟ وأين حرفه ؟ ولماذا حرفه ؟ وأين هي النسخة الأصلية ؟؟
هذه الأسئلة يجب أن يسألها النصراني لنفسه وليس لنا , فعلماؤه أقروا بوقوع التحريف وعلى أقل تقدير يقولون أن الأخطاء والاختلافات الموجودة هي من أخطاء النساخ ( هذا أدنى مستويات الاعتراف ) والبعض أقروا بوقوع التحريف عمداً ( كفقرة رسالة يوحنا الأولى 5/ 7 ) وغيرها الكثير , فليقل لنا من حرف هذه الفقرة ومتى حرفها !!
لماذا حرفوه ؟؟
على سبيل المثال كما في فقرة يوحنا حرفوه ليؤيدوا باطلهم في قضية التثليث .
أين هي النسخة الأصلية ؟؟
وهل هناك نسخة أصلية للكتاب المقدس أصلاً ؟؟؟ هل عند النصراني نسخة أصلية أساساً للكتاب المقدس ؟؟
فهذه أسئلة معلبة ولا فائدة منها إلا خداع العوام البسطاء ليوجهها للمسلمين حينما يحاصروه .
تعالى إذاً للخلاصة :
1- إعلم أنك إن أصبت الكتاب أصبت العصب وإن سقط الكتاب سقط الدين كله .
2- من سرق البيضة يسرق الجمل , ومن حرف حرفاً قادر على تحريف جملة - سطر - صفحة - كتاب بكامله .
3- إن لم يكن الكتاب معصوماً فأي شئ وارد ... ولا ثقة في شئ , والوثيقة التي يتسرب إليها الشك يسق الإستدلال بها جملة وتفصيلا .
4- ضياع الأصل ثم مجهولية النسخ ( مصدرها - ناسخها - مترجمها ) والاختلاف فيما بين النسخ ... كيف نثق في هذا ؟؟؟
5- مجهولية معظم كتبة الكتاب المقدس ونسبة الأسفار للأسماء التي تنسب إليها مثلاً كالقول( - إنجيل لوقا - ) مع إستحالة إثبات أن لوقا هو كاتب إنجيل لوقا , ومع مجهولية حتى أسماء كتبة معظم الأسفار -( كسفر إستير مثلاً )- يطرح أي ذرة ثقة باقية في هذا الكتاب ونسبته إلى الله .
6- النصراني يجادلك وينافح ويكابر في الدفاع عن كتابه ولكن تأكد تماماً أن كل نصراني عنده القليل من العلم في قلبه الشك في هذا الكتاب , لذا فما عليك إلا بكل هدوء وصبـــــــــر أن تعطيه الدليل تلو الدليل دون هجوم أو سخرية ولكن طلباً للحق وإقامة الحجة .
7- العجيب أن الكثير من الناس لا يعلم أن العهد الجديد الموجود بين أيدي الناس اليوم ليس هو المقصود بكلمة إنجيل في القرآن الكريم , فالقرآن يقول عن إنجيل أنزله الله على المسيح عليه السلام عن وحي أوحى الله للمسيح به . وليس كتب ألفها مجهولين أو كما تُنسب إلى متى أو لوقا أو بولس أو غيرهم .
تذكر: الدليل تلو الدليل بهدوء وصبــــــــــــــــر , لا تهاجم وإياك والسخرية بل طلب الحق وإقامة الحجة .
وتذكر أنه عليك البحث بنفسك خلف النقاط التي ذكرتها مثل مَن مِن العلماء قال بالتحريف؟ ما هي المواضع التي قالوا بتحريفها؟ ما هي الكتب مجهولة الكاتب ؟ما النصوص التي يشك العلماء فيها ؟ ولماذا؟ ..... إلخ , حتى تستفيد من هذا الكلام , ثم نفتح هنا المجال لللأسئلة والنقاش إن شاء الله .
اعلم أن نظرتنا لهذه الكتب بين أيدي النصارى الآن هي كتب ككتب السيرة والقصص الشعبية قد يكون فيها بعض كلام الله ما تناقلته الألسن وما كان مشهور وأكثرها محرف .
---------------------------------------
أخشى جداً من هذا الشعور الذي ينتابك الآن حينما تقرأ مداخلتي هذه , حينما تعبر السطور دون أن تقرأ بعضها إهمالاً لها ومللاً من الأسلوب , إن كان إهمالاً لها فلم أجبرك على قرائتها ولكنها لمن يهتم ,
وإن كان مللاً من الأسلوب فاعذرني فهذا ما جاد علي به الزمان من فصيح اللسان والتقصير وارد من إنسان .
ولكني أجاهد أن أخط لك بما من الله علي به من الفهم راجياً الثواب من الوهاب .
يتبع بعونه تعالى . وآسف على الإطالة .
خطاب المصري ayoop2