المشاركة الأصلية كتبت بواسطة abbamid
تحياتي سعادة المديرsa3d
إنّ عقيدة الثالوث الأقدس، هي أكبر من أن توصف، وأعذب من أن تشرح. وأنا أستطيع أن أقول لك: إنّ الله لو لم يكن ثالوثاً أقدس، فما كان استطاع أن يكون الله.
فالله الآب والابن والروح القدس، هي أقانيم أو أشخاص ثلاثة، يشتركون في تكوين عالم واحد هو عالم الألوهة.
وهم يكونون في اتّحاد واحد على الدوام، يجمع بينهم رباط المحبّة، التي تفتقدها أنت في حياتك. وعندما تجد هذه المحبّة، وتعيشها، عندئذ يمكنك فهم هذه العقيدة المقدّسة. فهي ليست نظريّة علميّة، ولا كتاباً في الرياضيات، ولا خبريّة تاريخيّة، بل هي حقيقة يعيشها كلّ محبّ وكلّ رحيم وكلّ قدير.
إنّها أسمى مظاهر التجلّي الإلهيّ، للإنسان. فالله ليس كائناً منزوياً في سماواته، يعتلي العرش، يأمر وينهي، يقتل ويقطع الأعناق، يظلم ويمكر، لا أبداً. هذا ليس إلهاً البتّة، وأنا لا أعبد مثل هذا الإله.
بل الله، جلّ جلاله، هو إله رحيم رحمن. يحبّ مخلوقاته، ويقيم معهم علاقة روحيّة ومادّيّة. علاقة الخالق بالمخلوقات علاقة عطف ومحبّة وشفقة و...
وعلاقة المخلوقات بخالقها هي علاقة عبادة وصلاة وصوم وحجّ وزكاة.
ولاتستقيم هذه العلاقة إلا بوجود إله يكون مثلّث الأبعاد، أو الأقانيم. هذا ما نعتقده نحن المسيحيّين في عقيدة الثالوث الأقدس.
وأعتقد أنّ عنصر المحبّة والرحمة في قلبك وحده يمكنه الولوج إلى سبر هذا السرّ الغريب.
مع الشكر.