بوارق الفجـــر

شعر:إسماعيل الصالحة
إلام العيش في الأحقاد ياعرب ........وهذا الخطب قد غاصت به الركب
وقد أضحت بلاد العرب في خطر ..........به الأبدان والأرواح ترتهب
فهل نبقى مضيا في تخاصمنا...........ودنيا العرب بالنيران تلتهــب
أما قد كان في إسلامنا قبس.........به الإنسان للعلياء ينتســـب
وكنا سادة الدنيا وقادتها.........وكان الخصم في الدنيا هو الذنب
وفوق الشمس قد خفقت بيارقنا...........على قمم من الأمجاد ترتحب
وإن ماحل في لبنان نازلة ...........رأيت النصر قد جاءت به حلب
فما لليوم أمسينا بدامسة............بها الأبصار والأقدام تضطرب
وفوق الوحل قد غاصت مراكبنا............على بحر من الأحقاد تنقلــب
وصار المرء حيرانا بوجهته........... أنحو الشرق أم للغرب يقترب
لعل الشرق يحمينا بقوته...........وعل الغرب نحو العرب ينجذب
وأنتم حق من يدري بنيتهم ...........فمنهم جاءنا الإرهاق والتعب
ومنهم جاء كل الشر مندفقا .........على الإسلام مثل الزفت ينسكب
وإسرائيل قد قامت بقوتهم ..........وهم دوما لها العكاز والعصب
ولولاهم لما وقفت على قدم ............وما جاءت لأرض العرب تغتصب
فهذا الشرق يسعى كي يسممنا........ بأقوال وأفكـــــار لها خلــب
كمثل الحية الرقطاء في شجر ............على الإنسان عند اللمس تنقلب
وبالأنياب تقرصه وتلدغه............... بشكل فيه أن الجلد ينثقـــب
ويسري السم في الأجسام متئدا........ويأتي الموت بعد السم والعطب
وهذا الغرب يسعى كي يؤخرنا............بآلاف من الأشراك تنتصب
ليبقى سيد الدنيا وقاهرها.............له الأموال والبترول والذهب
وكي تبقى له الصلبان مشرعة .........على الإسلام مثل السيف تنحدب
ونبقى نحن دون الناس منزلة.........لنا الأمراض والأسقام والجرب
فهيا نخلع الأكفان عن جثث .........يكاد الدود من إنتانهـــا يثـــب
ونمضي أمة الإسلام في عجل.......على درب به الأمجاد ترتحب
وشرع الله في الدنيا لنا حكم .......من القرآن والتشريع ينتخـــب
وكل الكفر في الدنيا به جزع ..........ومن أرض لنا في القدس ينسحب
وهذا الفجر قد بانت بوارقه.......... .. بنور هل كالشلال ينسكب
من الآساد جاءتنا بشائره.......... وفوق القدس شقت له الحجـــب
ومن قد كان رب البيت ناصره..........فما في الكون من أحد له الغلب