اسـلام عالم *الأجناس البشريه اليابانيه* كاتيوتشى
الحياة البشرية مزيج من الروح والمادة ، فقد خلقنا الله من روح وجسد فإذا أردنا الكمال لحياتنا ، كان لزاما ً أن نربط بين أرواحنا وأجسادنا وأن لا نجعل حدا ًَ فاصلا ً بين حياة روحية ومادية . والإسلام يقدر أهمية كل الجانبين المادي والروحي ويضع كلا ً منهما في موضعه الصحيح ، وعلى هذا الأساس تقوم فلسفته التي تتناول جميع نواحي الحياة البشرية .. ” هكذا يقول العالم الياباني -محمد سليمان كاتيوتشي العضو بجميعة الأجناس البشرية اليابانية - هذه نظرة يابانية من رجل حديث عهد بالإسلام تأخذنا بشكل بسيط ومتواضع إلى معاني الإسلام العظيمة .. ولنتركه يتحدث بنفسه عن هذا الدين .
http://www.hasanjp.com/wp-content/up...ying-bird2.jpg
”
” الحمد لله على أنني أصبحت مسلما ً ، وقد أعجبني في الإسلام ثلاثة أمور : 1- الأخوة في الإسلام وما فيها من قوة دافعة .
2- حلوله العملية لمشاكل الحياة فليس فيه انفصال بين العبادات وحياة الجماعة بل على النقيض من ذلك يصلي المسلمون في جماعات يقومون كما يقومون بخدمات للمجتمع ابتغاء وجه الله .
3- ما يحققه من تآلف بين الناحيتين المادية والروحية في الحياة البشرية . والأخوة في الإسلام لا تعترف بفوارق أو حواجز من موطن أو عشيرة أو سلالة ، لكنها تجمع بين سائر المسلمين في جميع أنحاء العالم زد على ذلك أن الإسلام لا يختص بنخبة قليلة مصطفاه بل هو دين لعامة الناس سواء كانوا باكستانيين أو هنود أو عربا ً أو أفغانيين ، صينيين أو يابانيين ، وبإيجاز هو دين عالمي لجميع الأجناس والدول .
والإسلام كفيل بحل مشاكل الحياة وهو الدين السماوي الوحيد الذي انتصر على عاديات الزمن وتعاليمه باقية على أصولها كما أوحي بها إلى الرسول محمد -صلى الله عليه وسلم - منذ أربعة عشر قرنا ً .
والإسلام دين الفطرة ، ولهذا نجد في مرونته ما يناسب حاجات الناس على تبيانهم في كل العصور على اختلافها ، كما نرى أنه قام بدور هام في تطوير المدينة البشرية في تاريخه الذي يمكن اعتباره قصيرا ً نسبيا ً .
والإسلام ينهج منهجا ً جماعيا ً في سبيله لإنقاذ البشرية ، كما أنه ليس دينا ً على هامش الحياة الواسعة التشعب في نواحيها واتجاهاتها .
إن لي إلماما ً بالبوذية والمسيحية ، وكلاهما يدعوان إلى إهمال الروابط الدنيوية ويحضان على الهروب من المجتمعات البشرية . ويقيم بعض طوائف البوذيين معابدهم على سفوح الجبال حيث لا يستطيع الإنسان الوصول إليها إلا بكثير من المشقة ، وهناك أمثلة كثيرة في حياة اليابانيين الدينية ، إذ يجعلون الرب بعيدا ً عن متناول عامة الناس .
وكذلك الحال مع المسيحيين الذين يقيمون أديرتهم في أماكن نائية منعزلة وكلا الطائفتين تفصل بين الحياة الدينية والحياة البشرية العادية ، بينما نجد إسلامنا على النقيض من ذلك ، فالمسلمون يقيمون المسجد في قلب القرية أو المدنية أو الأحياء التجارية الراقية الآهله من المدن الكبرى ، وديننا يحض على صلاة الجماعة ، وعلى رعاية مصالح المجتمع باعتبار أن ذلك جزء من الدين .
والحياة البشرية مزيج من الروح والمادة ، فقد خلقنا الله من روح وجسد فإذا أردنا الكمال لحياتنا ، كان لزاما ً أن نربط بين أرواحنا وأجسادنا وأن لا نجعل حدا ًَ فاصلا ً بين حياة روحية ومادية . والإسلام يقدر أهمية كل الجانبين المادي والروحي ويضع كلا ً منهما في موضعه الصحيح ، وعلى هذا الأساس تقوم فلسفته التي تتناول جميع نواحي الحياة البشرية .
إني رجل حديث عهد بالإسلام ، إذا اعتنقته منذ عامين ، أدركت أنه دين الإخوة على أساس من العقيدة والعمل بها ، واليابان في يومنا هذا هي أكثر الدول الآسيوية تقدما ً في ميدان الصناعة وقد تغير المجتمع الياباني تغيرا ً جذريا ً نتيجة الثورة التكنولوجية وما تمخض عنها من صبغ الحياة بالأساليب المادية ، ونظرا ً لفقر البلاد في موارد الثروة الطبيعية ، فإن على الشعب أن يعمل جاهدا ً ليلا ً ونهارا ً حتى يستطيع تغطية نفقة حياته والمحافظة على مستواه التجاري والصناعي وعلى ذلك فنحن في شغل دائم المطالب المادية لحياة لا أثر فيها للناحية الروحية . وكل همنا هو الحصول على الربح اللدنيوي لأننا لا نجد الوقت الكافي في الأمور التي تجاوز الإدراك المادي ليس للشعب الياباني دين ولا اتجاهات روحية من أي نوع ولكنه يقتفي أثر المادية الأوروبية ولعل هذا هو الذي يزيد الجفاف الروحي لديه فإن أجسادهم التي تستمتع بالغذاء الجيد واللباس الجميل لا تحمل بين جنبيها إلا نفوسا ً محرومة من السعادة .
وإنني على يقين من أن هذه الظروف القائمة الآن هي أنسب الفرص لنشر الإسلام بين الشعب الياباني ذلك أن عملية الجري وراء المتاع المادي جعلت من الأمم التي تصف نفسها بالتقدم فريسة الفراغ الروحي ، والإسلام وحده هو القادر على ملء هذا الفراغ في أرواحهم ، ولو أن خطوات سليمة اتخذت للدعوة إلى الإسلام في اليابان في الوقت الحاضر فإنه لا يمضي جيل أو ثلاثة حتى يدخل الشعب كله في هذا الدين ، وإنني أعتقد بأن هذا التحول سيكون نصرا ً للإسلام في الشرق الأقصى ، وسيكون في نفس الوقت من أكبر النعم على البشرية في هذه المنطقة من العالم . ”
================
المصدر ::: كتاب : قصص ونماذج من الشرق والغرب للذين أعتنقوا الإسلام. المؤلف الحسيني معدى الناشر : دار الكتاب العربي
الموضوع في صفحة 206
