حوار - أحمد سعد
منذ أن استمعت إلى أحاديث د. زغلول النجار وأنا صغير أرتبط في ذهني بحركة الكون وتنظيمه وبقدرة الخالق على تسييره.. لقد نجح د. زغلول النجار في ربط المسلم بعالمه وبإعجاز دينه الذي أخبر عن أشياء منذ أربعة عشر قرنًا مازال العلم الحديث يبحث عنها.. ولم يكن في ذهني حينما ذهبت إليه أن أحاوره عن ذلك الإعجاز ولكن كان في ذهني أن أستمع لرأيه.. عن حال المسلمين اليوم.. وذلك الهجوم عليهم من كل من هبّ ودبّ علي كوكب الأرض.. فاستمعت إليه ووجدته شديدًا في الحق.. وفي الدفع عن هذا الدين وعن قدرته في خلق عالم أحسن من ذلك العالم المليء بالدماء والخسة والابتذال.
* د. زغلول.. في رأيك لماذا الهجمة على الإسلام بتلك القوة هذه الأيام؟
- نعلم جميعًا أن هذا الدين وهو الإسلام.. هو الدين الحق الوحيد الموجود بين أيدي الناس اليوم.. ولا يوجد دين آخر يرتضيه ربنا تبارك وتعالى من عباده غير الإسلام الذي علمه لأبينا آدم عليه السلام.. لحظة خلقه وأنزله على عدد كبير من رسله ثم أتمه وأكمله وختمه في بعثة النبي الخاتم صلى الله عليه وسلم، وفي القرآن الكريم.. وفي سنة خاتم النبيين صلى الله عليه وسلم.
لذلك تعهد ربنا بحفظ القرآن الكريم تعهدًا مطلقًا بنفس لغة وحيه وهي اللغة العربية.. وظل هذا الكتاب محفوظًا لمدى أكثر من أربعة عشر قرنًا.. دون أن يطلق عليه حرف واحد أو أن ينتقص منه شيئًا.. والتعهد الإلهي تعهد مطلق.. بمعنى أن القرآن الكريم سيظل محفوظًا إلى ما شاء الله.. ويبقى شاهدًا على الناس أجمعين لأنه كلام رب العالمين.. وشاهدًا للنبي الخاتم الذي يتلقاه بالنبوة والرسالة لذلك يقول رب العالمين.. «إن الدين عند الله الإسلام».. «وما اختلف الذين أوتوا الكتاب إلا من بعد ما جاءهم العلم بغيًا بينهم ومن يكفر بآيات الله فإن الله سريع الحساب».
ويؤكد ربنا تبارك وتعالى على نفس هذا المعنى في نفس السورة وهي آل عمران بقوله تعالى: «ومن يبتغي غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين» فالدين الوحيد الصحيح المقبول من الله الموجود بين أيدي الناس هو الإسلام.. لذلك تتكاتف كل قوى الشر على محاربته..
ولماذا هم لا يحاربون البوذية كمثال.. ولماذا لا يحاربون الهندوكية أو الشنتوية.. وهناك مئات الملايين من البشر بلا دين.. وبدلاً من أن يحاربوا الإسلام.. فليتجهوا إن كانوا مقتنعين بأن ما لديهم صحيح إلى هؤلاء الناس الذين بلا دين..
ولماذا هم يحاولوا تنصير أبناء وبنات المسلمين.. فالسبب الرئيسي وحد كل الأسباب.. فالهجمة على الإسلام اليوم.. بسبب أن هذا الدين هو الحق الوحيد الموجود بين أيدي الناس اليوم والحق يحاربه الباطل وأهل الباطل..
والنقطة الثانية.. وهي مهمة جدًا.. وهي أننا كمسلمين مقصرين تقصيرًا كبيرًا في التعريف بهذا الدين.. فالاستعمار خطط بدهاء شديد وبخبث شديد لإقصاء الإسلام عن قدرته على اتخاذ القرار في كل الدول العربية والإسلامية.. وللأسف فهو نجح في ذلك نجاحًا كبيرًا.. فنحن نحكم منذ الاستعمار الذي تعرضت له البلاد العربية كلها.. بنظم حكم علمانية وغير إسلامية.. فإعلامنا غير إسلامي وتعليمنا غير إسلامي.. واقتصادنا غير إسلامي.. كذلك وسلوكياتنا في الشارع غير إسلامية.. فأصبح المسلمون لا يعطون صورة حقيقية عن الإسلام.. وقصروا في التبليغ عن هذا الدين..
والدين هو الحق الوحيد الموجود بين الناس اليوم.. فتكالبت عليه الذئاب من كل لون ومن كل ملة.. لكن يبقى في هذا الدين رجال مؤمنون به ويدافعون عنه بدمائهم وأرواحهم..
* د. زغلول ما هو السبب في تخلي المسلمون عن الدفاع عن دينهم؟
- السبب الحقيقي هو عدة أمور مجتمعة من بينها ما ذكرت لك بأن واقعنا لا يدعو إلى الاهتمام بهذا الدين.. وواقعنا يقول بأننا بعاد عن الالتزام بهذا الدين.. وأننا مقصرون في التبليغ عن الله عز وجل وعن رسوله صلى الله عليه وسلم.. ونحن في ظل هذا الدين وهو الحق الوحيد الموجود بين الناس..
* د. زغلول.. أين تكمن أسباب ضعف العالم الإسلامي؟
- تكمن في داخله وخارجه.. فالحرب الآن تشن علي الاسلام من كل الجهات.. فأمريكا لماذا دخلت العراق.. ولماذا دخلت أفغانستان.. ولماذا لا تدخل أي دولة أخرى غير البلاد الإسلامية.. ولماذا المؤامرات على الصومال وعلى السودان وعلى كل البلاد الإسلامية.. لماذا؟
* هل كون الإسلام هو المناهض الوحيد للحضارة الغربية بما يحويه من قوة داخله.. أحد أسباب الهجوم؟
- هو بدون شك أحد أسباب الهجوم.. فالغرب في الوقت الذي يتخيل فيه أنه قد وصل بالمسلمين إلى الحضيض بشكل لم يصلوا إليه من قبل.. ونحن كمسلمين لا نتمثل بالإسلام في شيء للأسف الشديد.. فنحن تخلفنا علميًا وتقنيًا واقتصاديًا وسياسيًا.. وهزمنا عسكريًا من حثالة من حثالات الأمم ونفية من نفايات الشعوب.. وأصبحنا كالأيتام على مائدة اللئام.. فحالنا لا يبشر بخير.. وفي نفس الوقت يفاجأ الغرب بأن الإسلام هو أكثر الأديان انتشارًا عنده.. وينتشر بين كبار رجال الفكر والرأي والعلم عنده.. وهي المعادلة التي لا يستطيعون فهمها.. فهم عاجزون عن فهم تلك المعادلة.. وهي لماذا ينتشر الإسلام عندهم بمثل هذه القوة وبمثل تلك المعدلات السريعة.. فأجهزة المخابرات لديهم تقر بأن الإسلام.. هو أكثر الأديان انتشارًا في عالم اليوم بتعبيرهم.. وهم لا يستطيعون أن يفهموا لماذا؟
ولذلك كانت مسرحية 11 سبتمبر التي حاكتها المخابرات الأمريكية والإسرائيلية بخبث شديد.. وهي لها أهداف عديدة منها تحزيم المد الإسلامي في العالم الغربي.. وإعطاء الضوء للكيان الصهيوني الغاصب لأرض فلسطين لإنهاء القضية الفلسطينية.. وإعطاء الولايات المتحدة المبررات لغزو دولتين عضوين في الأمم المتحدة بالمخالفة لكل القوانين الدولية.. وهم يدعون أنهم يدافعون عن الحريات.. وهم يعتدون على تلك الحريات.. وجرائم أمريكا في أفغانستان والعراق أكبر من أن توصف بكلمات.. فيظل الغزو الأمريكي للعراق وأفغانستان والحضارة الغربية.. وصمة عار للحضارة الغربية إلى نهاية التاريخ..
وهم يتكلمون عن محور الشر ويحولونه إلى الدول العربية والإسلامية.. ومحور الشر الحقيقي في العالم.. ينبع من البيت الأبيض.. ينبع من مقر الحكم البريطاني إلى الكيان الصهيوني الغاصب لأرض فلسطين.. فهذا هو محور الشر الحقيقي في العالم.. وبوش بتبجح يتحدث عن محور الشر.. وهو رأس الشر ورأس الفساد في العالم.. فلم يأت من قبل إلى أمريكا رئيس بهذا الإجرام وبهذه الوقاحة وبهذا التعدي على حقوق الناس..
* ما رأيك في الدعاوي الأمريكية التي تسوق حاليًا.. مثل العدالة والحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان..
- لن يصدقها أحد.. فهم هدفهم أن يصدروا قيمهم الهابطة إلى الدول الإسلامية بدعوى الحرية والديمقراطية.. وهذا كذب.. فلم يكن مؤتمر السكان الذي عقد في القاهرة منذ سنوات.. ولا المؤتمر الذي عقد في تركيا.. ولا مؤتمر المرأة الذي عقد في بكين.. إلا محاولة من الغرب لفرض قيمه الهابطة على المسلمين بدعوى الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان.. وهذه الشعارات أثبتت أنها شعارات فارغة من محتواها ومن مضمونها بالكامل..
* د. زغلول.. كيف يسوقون طلباتهم ودعاواهم في بلداننا؟
- الأمريكان لديهم سياسة أن كل إنسان في هذا العالم له ثمن يبدأ من فتافيت الدولارات إلى ملايين الدولارات.. فهم غطوا على جرائمهم في أوطاننا بالدولار.. فسجن أبو غريب والتعذيب الذي تم به وجوانتاناموا والسجون التي انتشرت بكل دول العالم الثالث بضغط من أمريكا.. سيبقى وصمة عار في جبين هذه الدول وفي جبين الحضارة الغربية كلها إلى نهاية التاريخ..
والجرائم التي ارتكبوها بالبوسنة والهرسك.. فهل يدفن عشرة آلاف مسلم من الأطفال والنساء والشيوخ تحت مرأى ومسمع من الأمم المتحدة.. فهذه وصمة عار ستبقى لن يسامحهم فيها التاريخ..
وهم في عرفهم من ليس له ثمن يقتل.. فهم يحاولون شراء الناس بالمال.. وكثيرين من ضعاف النفوس مستعدون لبيع أعراضهم ودمائهم ومقدساتهم ودينهم وكل شيء بالمال..
* أعذرني.. لماذا الشارع المسلم في حالة توهان؟
- هنا يأتي دور العلماء.. ودور الإعلام الشريف.. فعلى العلماء أن يقوموا بتثقيف رجل الشارع العادي الذي ليس لديه من الوسائل ما يمكنه من التمييز بين الخبيث والطيب ومن الممكن أن يضحك عليه بمنتهى السهولة.. وأن يغش وأن يباع كل ذلك من الممكن أن يتم بسبب ضعاف النفوس.. وأمريكا وحلفاؤها يقومون بالمراهنة على السواد الأعظم من الأميين الموجودين بالعالم العربي والإسلامي.. ويراهنون على هذا.. وهم باسم الديمقراطية.. يشترون الناس بالأموال.. فلوقف هذا التوهان كما قلت.. لا بد من وجود دور للعلماء ودور للإعلام الشريف.. وعليهم أن يوضحوا للناس الحقيقة..
فالسياسة لم تعد تؤخذ بوجهها المكشوف.. بل لا بد من القراءة بين السطور.. بل لا بد من معرفة الأمر المخفي لأن الحقيقة لا تعلن أبدًا.. وأنا أذكر أنه بعد 11 سبتمبر دعاني أحد الناشرين للمشاركة في كتاب 11 سبتمبر.. وكتب أنا ومعي 18 كاتب من داخل وخارج مصر.. ويكاد يكون هناك إجماع بأن حادثة 11سبتمبر مسرحية حقيرة حاكتها المخابرات الأمريكية والإسرائيلية بدهاء شديد.. وللأسف الشديد إعلامنا يردد ما تقوله وسائل الإعلام الأمريكية بلا انتقاء ولا تحليل.. وبلا نظرة عميقة..
فنحن في إعلامنا نكرر نفس الألفاظ.. وهم يتهمون الإسلام بالإرهاب.. وهم أكثر إرهابيين على وجه الأرض.. والإسلام من غير الممكن أن يكون إرهابيًا.. والإسلام الذي يشتق اسمه من السلام والتسليم لا يمكن أن يكون دينًا إرهابيًا.. فالإسلام يحرم العنف خارج ساحة القتال.. أما خارج ساحة القتال فلا يجوز أن يرفع المسلم حديدة في وجه إنسان لترهيبه لمجرد الإرهاب.. فلا يمكن وصف الإسلام بالإرهاب.. وقلت ذلك الكلام من قبل في بريطانيا وأوروبا وأماكن كثيرة..
* لماذا يوصف المسلمون بذلك؟
- قام مجرمون كثيرون بعمليات إرهابية في كل الميادين.. فالجيش الأيرلندي في بريطانيا فجر في الشوارع وفي الميادين وفي المطارات وفي محطات القطارات ومحطات الأتوبيس والسينمات.. ولم نسمع أحد يقول الإرهاب المسيحي.. بل يقولون الجيش الأيرلندي.. والباسك في شمال أسبانيا وهم قاموا بمنظماتهم بالتفجير في كل مكان بأسبانيا.. وقتلوا عشرات الآلاف من المدنيين.. فلم أسمع إنسان يقول عنهم الإرهاب الكاثوليكي.. فلماذا كلما تحدث حادثة يقولون الإرهاب الإسلامي.. وهم لا يعرفون الإسلام حقيقة..
وأنا قلت لهم هذا الكلام في الخارجية البريطانية من قبل.. فأنا سافرت أنا والمفتي ومجموعة من علماء الأزهر إلى الخارجية البريطانية.. وقلت لهم إن كنتم تتهمون الإسلام بالإرهاب.. فأنتم أول من أسس قواعد الإرهاب.. إن كنتم تتهمون الإسلام بالإرهاب.. وبأنه السبب في عدم الاستقرار في العالم..
فعدم الاستقرار في العالم سببه الرئيسي المؤامرات الحقيرة التي حاكتها هذه الوزارة (وزارة الخارجية البريطانية) ثم تبنت تلك المؤامرات الإدارة الأمريكية..
قلت هذا الكلام أمام نائب وزير الخارجية البريطاني و كل جهاز الشرق الأوسط بالوزارة.. وقلته في جامعة لندن وفي جامعة أكسفورد.. وفي مؤتمرات صحفية.. لكن للأسف الشديد سياسيونا لا يعرفون هذا الكلام.. وسفرائنا في الخارج لا يقولون هذا الكلام.. ولا يجرءون أن يقولوه لأنهم لا يعرفون الإسلام.. ولا يستطيعون أن يدافعوا عنه وأنا ناديت عشرات المرات بأنه لا بد من عقد دورات تنويرية للدبلوماسيين العرب والمصريين لتعريفهم بالإسلام..
ولذلك أقول أننا لدينا مشاكل كثيرة علينا وعلى العقلاء بيننا أن يفكروا كيف نعايشها وكيف نحلها..
* د. زغلول النجار.. ما رأيك فيما يروج له جمال البنا؟
- الحقيقة بأنه لا يجوز أن يسمح للناس أن تتكلم في الإسلام بغير علم.. وجمال البنا رجل مخرف.. وأنا أعتقد أن السن له حكمه.. وهو يأتي من عائلة كريمة.. ومن عائلة لها باع عظيم في الدعوة.. ونحن نجل تلك العائلة ونقدرها.. وهو طبعًا لم يحضر شيئًا من هذا التكوين العائلي.. وجمال البنا لم يتكون تكوينًا شرعيًا يؤهله للكلام في الشرع.. فالفتية ليست علمًا فقط.. وإنما الفتية دربة.. بمعنى أنه لا بد أن يتكون لدى الإنسان الحس بالفتية مع التدريب.. فليس كل عالمًا قادر على إعطاء الفتوى.. خاصة إن كانت الفتوى على شاشة التلفاز..
وأمثال جمال البنا ومن على شاكلته.. لا يجوز أن يسمح لهم بالخروج على وسائل الإعلام.. فهو علمه لذاته.. إن كان لديه شيء فليكتبه في كتبه.. والذي يريد قراءتها فليقرأها.. ومن يريد أن يتأثر بها فليتأثر فهو حر..
لكن على وسائل الإعلام أن تتوقف عن إعطائه مساحة عليها.. فأنا والله قابلت آلافًا من الناس صاموا رمضان الماضي ودخنوا بناءً على الفتوة.. وهو بذلك يحمل وزر هؤلاء الآلاف.. فكل الذين صاموا ودخنوا في رمضان يحمل وزرهم جمال البنا بفتواه.. وهو أصلاً غير مؤهل للفتية.. وغير مؤهل أن يعطي الفتوى.. والأفضل في الفتية أن تكون عمل جماعي لا يخرج أهل الفتوى أو مجلس الإفتاء للناس إلا برأي موحد.. حتى لا يفتتن الناس بمثل جمال البنا..
* في رأيك لماذا يقوم جمال البنا بترويج مثل تلك الأشياء؟
- أنا لا أشكك في نواياه.. فالنوايا يعلمه الله سبحانه وتعالى.. ولكن أشكك في قدراته العقلية وفي قدراته العلمية.. وهو رجل مخرف لا يهمني كلامه.. وهو رجل أصابه العته إن صح التعبير وأنا أستبعد الخيانة.. لأن النوايا يعلمها الله سبحانه وتعالى ولأنه من بيت أصيل ومن بيت علم ويكفيه شرفًا أن ينتسب للإمام البنا رحمه الله.. وأبوه كان من كبار العلماء الصالحين.. فأنا لا أشكك في النوايا.. لكني أقول أن هذا رجل فاته القطار وبدأ يخرف ووصل من السن إلى أرذله.. وهو من الواجب ألا يؤخذ عنه شيء لأنه غير مؤهل للعطاء وغير كفء للعطاء.
* هل تأثر جمال البنا.. بما يبثه المستشرقون؟
- قد يكون هو متأثرًا بكلامهم.. فالهجمة على الإسلام شديدة.. والشبه التي تثار عديدة ويكفي أن هناك شيطان مصري خرج من مصر إلى قبرص وباع نفسه للمخابرات الإسرائيلية والأمريكية.. اسمه زكريا بطرس.. وهو رجل اشتهر عنه سوء الأخلاق.. فهو متهم بالزنا واللواط وفصل من الكنيسة أكثر من مرة.. وهو قام بفتح قناة تليفزيونية في قبرص وله أربع سنوات أو أكثر يقوم بالتطاول على رسول الله صلى الله عليه وسلم.. ويتطاول بالسب على أمهات المؤمنين.. وعلى آل البيت وعلى الصحابة وعلى كبار رموز الإسلام قديمًا وحديثًا.. وهو يثير مثل تلك الشبهات التي يرددها جمال البنا.. وقد يكون جمال البنا قد تأثر به فالشبهات كثيرة.. والذي يعير أذنه للشيطان يعرض نفسه لفتنة لا أول لها ولا آخر..
* في رأيك.. ما هو الواجب علينا لدرء فتنة جمال البنا؟
- أن تذكر الناس أن الدين لا يؤخذ من أفواه المجانين.. فالدين يؤخذ من أفواه العقلاء.. الذين يشهد الناس لهم بالتقوى وبالورع وبالعلم.. بمعنى أن التقوى والورع أولاً والالتزام الديني بعد ذلك.. فالدين لا يؤخذ من أفواه المجانين أمثال جمال البنا..
* كيف ترى الإسلام الآن في ظل ما يحدث؟
- أنا أقول أن احوال الامة الاسلامية في الحضيض و ليس بعده الا ارتفاع.. والمؤامرات على قدر الصعاب.. فلم تكن أمريكا وحلفاؤها يبدءون بهذا المكر وبهذا الخبث وهذا الدهاء إلا بإحساسهم بأن الإسلام في ازدهار.. وأن كبار رجل الفكر لديهم يقبلون على هذا الدين.. وتعترف وسائل المخابرات لديهم بأن الإسلام هو أسرع الأديان انتشارًا.. في الوقت الذي تنصر فيه كنائسهم.. فالكنائس في أوروبا وأمريكا مغلقة وتتآكل.. فلا أحد يزورها.. وكذلك المعابد اليهودية لا يزورها أحد.. فالأمريكان والأوروبيون يتخذون من الدين كنوع من الهوية فقط..
* د. زغلول.. يردد أقباط المهجر دائما مقولة اضهاد الاقباط ماتعليقك؟
- أولاً الحقيقة أن الحكومة المصرية لها فترة طويلة تقف من نصارى مصر موقف الذي يدفن رأسه في الرمال.. ولا تريد أن ترى مخالفاتهم وهذا الوضع يطمعهم في التعدي..
فحينما يخرج ماكس ميشيل على شاشة الجزيرة.. ويقول أن أكثر من 50% من الأراضي المقام عليها الأديرة والكنائس منهوبة من الدولة.. وهم يتبعون ذلك الأسلوب.. فهم يذهبون ويقيمون خصًا من البوص في منطقة ويبدءون في الصلاة فيها.. وإن تعرضت لهم الدولة يصيحون ويبكون.. أننا مضطهدون فتتركهم الدولة.. والحالات الأخيرة كثيرة..
وأحداث دير أبو فانا الأخيرة هي محاولة منهم للاستيلاء على أراضي الدولة بالقوة وبالتحايل وبالكذب والنصب..
* هناك شيئان يحيران رجل الشارع العادي.. أولهم نسبة الأقباط في مصر.. وثانيهم مسألة حقوقهم التي يبكون عليها في كل مناسبة..
- النصارى في مصر أقل من 5% وعاشوا طيلة حياتهم بين غالبية من المسلمين.. وحقوقهم محفوظة بالكامل وكرامتهم أيضًا محفوظة.. بالرغم من إيماننا بأن دينهم باطل (وهذا بنص القرآن الكريم) «لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة» وهذا بنص القرآن.. ولكن لدينا أصل من أصول الإسلام يقول «لكم دينكم ولي دين».. وأصل آخر يقول «لا إكراه في الدين».. وأصل آخر راسخ لدينا «فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر».. ومادامت هذه الأقلية محافظة على حقوق المواطنة.. فلا يجوز أن ينتقص من حقها شيء.. لأن الأصل أن نريهم منا الخير حتى نشجعهم على التعرف على الإسلام.. فهكذا عاشوا بيننا عبر التاريخ.. وهم يدعون أن مصر كانت دولة مسيحية فهذا باطل.. فمصر لم تكن أبدًا دولة مسيحية..
* لماذا مصر لم تكن أبدًا دولة مسيحية؟
- قد لا يعلم الكثيرون أن رسالة المسيح عليه السلام عرفت في مؤتمر نيفيا الأول في مطلع القرن الرابع الميلادي 325م ودعا إلى هذا المؤتمر قسطنطين ملك الرومان.. وهو كان وثنيًا.. وكانت أمه مريضة عالجها بعض القساوسة فشفيت فأقنعوها بالمسيحية فتمسحت.. ولما بدأ قسطنطين في السؤال عن المسيحية جاءته أفكار متعارضة كثيرة جدًا.. لذلك دعا إلى مؤتمر نيفيا الأول..
وفي هذا المؤتمر تجمعت عشرات الأناجيل المختلفة المتعارضة المليئة بالأخطاء.. المليئة بالمصادمات في حميم العقيدة.. وبحكم تكوين قسطنطين الوثني مال إلى الأناجيل التي تدعو إلى الوثنية.. فقبل هذه الأناجيل الأربعة التي تنسب إلى متى ولوقا وبطرس ويوحنا وهم من الحواريين.. وهم لم يكتبوا في هذه الأناجيل أن عيسى كان على الإسلام والقرآن يقول ذلك: «إذ قال عيسى بن مريم للحواريين من أنصاري إلى الله قالوا نحن أنصار الله وأشهد بأنا مسلمون» فالذي أريد أن أقوله أن مصر كانت إحدى المناطق في العالم التي عاشت على ديانة المسيح عليه السلام.. الديانة الصافية.. وهي التوحيد الخالص لله..
وكان يرأس هذه المدرسة رجل يدعى أريوس.. وأريوس هذا ذهب إلى مؤتمر نيفيا مدافعًا عن أن الله واحد.. وأن عيسى عبد من عباد الله وهو من أولي العزم من الرسل.. فاتهم بالهرطقة وأخرج من الكنسية ومات بعد ذلك بسنوات بطريقة مشبوهة.. هل قتل أم سم لا ندري..
لكن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حينما أرسل رسالة إلى هرقل عظيم الروم يدعوه للإسلام.. قال له في آخر الرسالة.. فإن لم تفعل ولم تؤمن يكن عليك أثم الأريسيين.. فالشعب المصري كان على الأريسية.. بمعنى أنه كان على التوحيد الخالص لله تعالى والإيمان بأن عيسى بن مريم عبد الله ورسوله.. ولذلك يقول القرآن الكريم: «وإذ قال الله يا عيسى بن مريم أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله قال سبحانك ما يكون لي أن أقول ما ليس لي بحق إن كنت قلته فقد علمته تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك أنك أنت علام الغيوب ما قلت لهم إلا ما أمرتني به أن أعبد الله ربي وربكم وكنت عليهم شهيدًا مادمت فيهم فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم وأنت على كل شيء شهيد» فلم تكن مصر في يوم من الأيام دولة صليبية بالمعنى الذي تمارس فيه المسيحية هذه الأيام..
* هل تعني أن المسيحيين المصريين القدماء كانوا موحدين؟
- نعم فمسيحية المصريين القدماء كانت على التوحيد الخالص لله.. لذلك فتحوا هم أبواب حصون مصر لعمر بن العاص ولجنوده.. فعمرو لم يقاوم.. وبالعكس فالرومان كانوا يستبدون بهم ويفرضون عليهم وثنيات رومانية قديمة.. والمصريون قاموا من أجل التوحيد الخالص.. وسقط منهم شهداء كثيرين في عصر الشهداء.. لكنهم يحاولون الآن طمس هذه الحقبة.. ويصوروا مصر كأنها دولة مسيحية.. فمصر لم تكن أبدًا دولة مسيحية.. فمصر كانت دولة على التوحيد الخالص الذي جاء به محمد بن عبد الله.. ليؤكده ويؤكد أركانه..
ثانيًا تحاول القوى العالمية استخدام الأقليات في أي بلد كمسمار جحا وكوسيلة ضغط.. فبدأت القوى العالمية محاولة استخدام الأقلية المسيحية في مصر لتستثيرها على الأغلبية من قبل إثارة الفتن..
وهم الآن يقومون بلعبة تسمى الفوضى الخلاقة.. وهم استخدموها في كثير من البلدان.. وللأسف الشديد بعض الجهلاء من المسيحيين المصريين انساقوا وراء هذا التيار.. وتخيلوا أنه من الممكن أن يقفوا في وجه الأغلبية الساحقة التي احتضنتهم لألف وأربعمائة عام.. بأفعالهم التي يقومون بها الآن ومن قبل.. مثل بناء الكنائس بدون إذن على الأراضي المنهوبة من الدولة.. وتضخيم الكنائس القديمة دون حاجة إليها.. وكل هذه الأشياء تنم عن جهل وعن قصر نظر.. وعن ضيق أفق وعن محاولة تنصير أبناء وبنات المسلمين.. استغلالاً للحاجة وللبطالة وللأزمات النفسية عند الشباب وأيضًا خيانة وطنية..
فالمظاهرات التي تقام في الغرب بدعوى من أقباط المهجر.. هذا كلام لا يمت للعقل بصلة.. فأنا بذلك أضر ببلدي من الخارج.. ولو توجد في مصر حكومة قوية فكل إنسان يقوم بما يقومون به في الخارج نسقط عنه الجنسية.. وكل إنسان يتآمر على البلد يحاكم ويقدم للمحاكمة ولا يظلم.. ولكن يقدم للمحاكمة.. لكن ضعف الحكومة أمامهم.. هو الذي أوصلهم إلى ما وصلنا إليه.. فالحكومة كالنعام تقوم بدفن رأسها في الرمال.. ولا تريد أن ترى أخطاء النصارى ولا تحاسبهم على أفعالهم.. وهذا سيؤدي بنا إلى مصيبة كبرى..
* قلت أنهم أقل من 5%.. ورغم ذلك فلديهم أكثر من 60% من الاقتصاد.. فكيف ذلك؟
- نعم هم أقل من 5%.. وقد قال لي أحد المسئولين أن النصارى في آخر تعداد لهم أقل من 5% ويملكون أكثر من 65% من ثروة البلد ولديهم أكثر من 85% من التوكيلات التجارية وهذا ليس عن عمل وشطارة منهم.. وإنما جاء لأسباب كثيرة في ظل الاستعمار الفرنسي أولاً.. ثم البريطاني بعد ذلك ففي تلك الفترات مكنوا من مساحات هائلة من الأراضي.. والآن منحت لهم كل التوكيلات الخارجية تقريبًا.. ويأتيهم من الخارج مئات الملايين من الدولارات.. والدولة تعلم ذلك..
وكان صلاح الدين حافظ.. وهو من أكثر الصحفيين المصريين احترامًا؟؟ كتب ثلاث مقالات في الأهرام.. يقول فيها أن شروط المعونة الأمريكية ألا تنفق إلا في قرى مسيحية أو في أحياء يقطنها مسيحيون.. قل لي هل يوجد ظلم أكثر من هذا.. فنحن لا نريد هذه المعونة.. إن كانت تكبل مصر وتكبل الأغلبية المسلمة بهذه الصورة.. نحن لا نريدها.. فنحن الآن ماذا أخذنا من تلك المعونة.. يعطوها لنا باليمين ويأخذونها باليسار..
* هم الآن ماذا يريدون؟
- هم يريدون أن يتطاولوا على الإسلام.. وأن ينصروا بنات وأبناء المسلمين.. وأن يزرعون الأرض كنائس وأديرة.. وأن يتطاولوا على الأغلبية المسلمة.. وأن يصلوا إلى حكم البلد حكم مصر.. أو أن يستقلوا بالصعيد.. وهذا هو المخطط الأمريكي الذي يقتضي بتقسيم مصر إلى ثلاث دول.. دولة نوبية تكون شمال السودان وجنوب مصر ودولة قبطية في الجنوب.. ودولة مسيحية في الوسط تكون عاصمتها أسيوط.. ودولة سنية في الوسط وفي الدلتا.. وهذا مخطط أمريكي معلن.. فاليونسكو صنف اللغة النوبية كلغة منطوقة غير مكتوبة.. بالإضافة إلى إقامة متحفًا للحضارة النوبية.. وأمريكا الآن تقوم ببث روح التمرد داخل صفوف النوبيين داخل مصر بشكل ممنهج.. كما فعلت من قبل وتفعل الآن في دارفور..
* د. زغلول.. هل بكلامك هذا أستطيع القول أن الاستعمار مازال موجودًا؟
- نعم فهو موجود.. أكثر مما كان موجود قبل ذلك فالاستعمار الآن استعمار بوجه خفي.. فكل الدول العربية الآن محتلة.. بمعنى أن الكويت والسعودية والبحرين والإمارات والعراق كلها فيها قواعد أمريكية ظاهرة ومخفية.. فحتى مصر يقال أن بها قواعد أمريكية غير معلنة.. وهم بما فعلوه أعادوا احتلال المنطقة بالكامل.. ومصيبة هذا القرن أن بعد أن تخلصت شعوب العالم الثالث من الاستعمار.. بدأت أمريكا تؤسس له من جديد.. وبوجه جديد..
* الحوار بين العالم الإسلامي والمسيحي.. ماذا يفعل المسلمين أمام طلبات الفاتيكان برفع آيات الجهاد من القرآن الكريم؟
- لن يتم هذا.. فالقرآن تعهد الله عز وجل بحفظه بقوله: «إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون».. فلن تستطيع قوة في الأرض أن تغير القرآن الكريم.. ولتفعل أمريكا ما تشاء.. وأنا قبل ذلك مكثت لمدة عام في كاليفورنيا.. وأنا هناك أطلعت على الكثير من نسخ القرآن المحرفة.. مكتوبة بخمس لغات ومرتبة حسب ترتيب النزول حتى يتوهوا المسلمين.. وهذه الأشياء التي يقومون بها سرعان ما يتم كشفها وتدمر.. فأنا لا أخشى على الإسلام.. ولكن أخشى على المسلمين.. أما الإسلام.. فأنا متأكد من أن الله سيحفظه.. رغم أنف أمريكا.
* هل من الممكن أن يستجيب المسلمون أو على الأخص حكامهم لرفع آيات الجهاد من القرآن الكريم؟
- لا يمكن أن يتم رفع آيات الجهاد من القرآن الكريم.. فلا أحد يستطيع أن يوافق لهم.. ولن يوافق أحد..
* قيل أن الملك عبد الله ملك السعودية.. وافق على بناء كنائس بالمملكة.
- لم يوافق.. وهذا كلام أكيد.. فالبابا طلب ذلك لكنه لم يوافق.. وهم إن أرادوا أن يتعبدوا.. فليتعبدوا في بيوتهم.. فالرسول قال لا يجتمع في شبه الجزيرة دينان.. وقال في أكثر من مرة.. أخرجوا اليهود والنصارى من شبه الجزيرة.. فهذه أرض مقدسة لا يجوز أن يكون فيها غير المسلمين..
* ما رأيك في خطاب 138 الذي أرسل لبابا الفاتيكان بعد تطاوله على الإسلام عام 2006م من قبل بعض المفكرين والعلماء المسلمين؟
- هو انعكاس للضعف العام الذي يسود الأمة.. وهو لا يجوز.. وأنا عشت في الغرب سنوات طويلة.. واعلم أن العقلية الغربية لا تحترم إلا القوي.. فإذا ضعفت أمامه يدوسونك بالنعال أمامهم.. فالعقلية الغربية لا تفهم غير القوة.. فالأمريكان يقولون أن القوة هي الحق دائمًا مهما أخطأت.. فالضعف أماهم ليس من صالح المسلمين.. فالظهور أمامهم بمظهر الضعيف سيغريهم بنا ويقويهم علينا.. وسيجعلهم يتجبرون ويفعلون ببلادنا أكثر مما يفعلونه الآن.
* ما رأيك فيمن يروجون لدعاوى الحوار.. بحجة تصحيح وجهة نظر العالم الغربي؟
- أنا لدي شعور أن كل دعاوى الحوار وكل دعاوى محاربة الإرهاب حركات أمريكية بقفاز عربي للأسف الشديد.. وأنا أقول رأيي بمنتهى الأمانة وبمنتهى القوة.. وأجد من يحترمه.. ويحترم ما أقوله.. فالتخاذل أمام الغرب يغريهم بنا ويقويهم علينا.. فليس من مصلحتنا أن نكون ضعفاء إطلاقًا..
* كلامك عن الإعجاز.. أوجد حالة إيمانية خطيرة ومؤثرة في الشارع.. فكيف تتعامل وأنت زغلول النجار الذي يجلك الجميع ويحترمك.. مع من يتطاولون عليك ويتهمونك تارة بالجدل وتارة بالجنون..
- يا أخي الكريم تطاول الكفار والمشركون على سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم.. فالشيطان زكريا بطرس وهو شيطان نجس يسبني كل ليلة.. فأنا لدي رسالة أرجو الله أن يمكنني من تحقيقها.. وأنجزت من هذه الرسالة شيء أحمد الله عليه.. فأنا لدي موسوعة من تسع مجلدات.. أنجزتها في السنوات السبع الماضية وغيرها الكثير الذي ترجم ويترجم إلى أكثر من خمس لغات.. بفضل الله وكرمه..
وأنا لا أريد من هؤلاء الشتامين أن يعيقونني عن عملي.. فأنا لدي رسالة أقوم بتحقيقها.. والرسالة تجد قبول من الناس على مستوى العالم وليس على مستوى مصر فقط.. وأنا لدي موقع على شبكة الإنترنت دخله الآن أكثر من ثلاثة ملايين شخص وهذا الموقع أسلم عن طريقه عشرات من الناس.. وكان لي برنامج على أحد الفضائيات.. واتصلت بي سيدة أمريكية عن طريق البريد الإليكتروني.. وقالت لي أنها رأت الحلقة الأولى من البرنامج.. وأنها لم تستطع غير رؤية البرنامج حتى الحلقة الثلاثون.. وبعد حلقتين أعلنت إسلامها.. وتقول تلك السيدة أنها تستأذنني بأن تعيد تسجيل هذه الحلقات بصوتها لا لأن لغتي هي أفضل من لغتك.. فلغتك جميلة بالتأكيد أفضل من لغتي.. ولكن لكي لا يشعر الأمريكي أو الأمريكية بلكنة غريبة عن اللغة الإنجليزية.. وأستأذنك في كتابتها لأن الكلمة المقروءة أدوم من الكلمة المسموعة.. وهذا يكفيني كزغلول النجار..
فالموقع أسلم عن طريقه عشرات من الناس دون أن ألقاهم.. ومقالات الأهرام أسلم بها العشرات من نصارى مصر.. فالسيدة وفاء قسطنطين رحمها الله أسلمت بمقالاتي..
* هل ماتت وفاء قسطنطين؟
- بالطبع قتلت.. وقتلوها في وادي النطرون.. وأنا علمت بطريقة غير مباشرة أنهم قتلوها لأنها رفضت أن ترتد عن الإسلام فقتلوها في وادي النطرون.. وأنا أهديت آخر كتاب كتبته لها.. وسميتها شهيدة العصر السيدة وفاء قسطنطين التي أثبتت باعتزازها بتوحيد الله سبحانه وتعالى أن الإيمان بالله الواحد الأحد هو أغلى ما في الوجود..
* هل أسلمت وفاء قسطنطين عن طريق مقالاتك؟
- نعم فهي قالت في آخر مؤتمر صحفي.. أنا أسلمت بسبب مقال د. زغلول النجار بالأهرام.. وهذا يكفيني شرفًا.
* قلت قبل ذلك أن لديك خرائط لأماكن التنصير في مصر..
- نعم لدي خريطة.. وأنا تقدمت بها للمسئولين.. وبها أماكن كثيرة منها تلك الفيلات التي قام ببنائها مكاري يونان راعي الكنيسة المرقسية بكلوت بك.. وهو الذي بنى تلك الكنيسة سيئة السمعة خلف مزارع دينا.. وبني بجوار تلك الكنيسة عشر فيلات.. يسكن بها أبناء وبنات المسلمين حتى يقوموا بترحيلهم إلى قبرص.. ومن قبرص يرحلونهم إلى أمريكا وأوروبا.. وغيرها من دول العالم الغربي..
* أين دور الدولة في وقت تلك النشاطات المشبوهة؟
- الدولة تمنع أي نشاط تراه ضارًا بالمجتمع.. والتنصير يتم بطرق ملتوية جدًا.. وأنا عشت في زمن كان فيه في قريتنا الصغيرة أسرتين مسيحيتين.. وكانوا يتعاملون معنا بمنتهى الأدب والاحترام والتوقير.. وكنا نقول لهم أنهم على ضلال وعلى شرك.. ولكنهم أحرار ومن كرامة الإنسان أن يترك له حرية الدين الذي يعبد به الله سبحانه وتعالى.
ولكن أن تتطاول هذه الحفنة وهم 5% فقط على الأغلبية الساحقة بمحاولة تنصير أبنائهم وبناتهم.. استنادًا لحالات الفقر والبطالة والأزمان النفسية لدى الشباب.. فهذه جريمة كبيرة والسكوت عنها مصيبة..
* إذًا لماذا تتطاول تلك الحفنة.. وتدوس على المجتمع بهذا الشكل؟
- أنظر أخي الكريم.. هم يضحكون على أنفسهم.. فأنا أقول لهم دائمًا أن الله أنزل صحف إبراهيم.. وأنزل التوراة والزبور وأنزل الإنجيل.. وأنزل القرآن.. ولكنه لم ينزل كتابًا اسمه العهد القديم..ولم ينزل كتابًا اسمه العهد الجديد.. فهذه الكتب صناعة بشرية لا علاقة لها بوحي السماء.. وذلك باعترافهم هم..
فالدكتورة زينب عبد العزيز.. في كتابها المساومة الكبرى أتت بوثيقة لقس اسمه جيروم كلفه البابا داماز بتحريف الإنجيل..
وجيروم هذا يقول في وثيقته.. ماذا أقول للأجيال المستقبلية.. سيلعونني في المستقبل لأني غيرت وبدلت.. ولكن غيرت وبدلت بأمر منك أيها البابا داماز.. وهناك مقال بدائرة المعارف البريطانية اسمه ماذا عن المسيحية.. وكتبه 38 عالمًا من علماء اللاهوت يحملون دكتوراه في الديانة المسيحية.. يقولون في مقالهم.. بأن كلمة المسيحية لم تكن معروفة في عهد المسيح عليه السلام.. ولكن تم تسميتها في القرن الثاني والثالث بعد الميلاد.. والعقائد الأساسية للمسيحية الحالية من تثليث إلى الخطيئة والكفارة وإلى الصلاة وإلى الادعاء بإلوهية السيد المسيح والادعاء بإلوهية أمه.. كل هذا لم يقل به المسيح.. ولكنها عقائد أدخلتها المسيحية في القرنين الثاني والثالث بعد الميلاد.. وقالت هذه الوثيقة أيضًا أن بين الأناجيل المختلفة أكثر من ثلاثين ألف تناقض.. والذي قال ذلك الكلام قساوسة من داخل الكنيسة.
والدكتورة زينب في كتابها المساومة الكبرى جزاها الله خيرًا أثبتت لكل زي عقل أن هذه الكتب كتبت في القرن العاشر الميلادي وسميت بأسماء حواري المسيح لتلقى قبولاً من الناس.
* هل تقصد أن الإنجيل بقى لعشر قرون لم يكتب؟
- نعم.. ومن يقل أن دين كامل العبادات يبقى شفاهي لمدة عشر قرون أو أكثر ويبقى سليمًا.. فأقدم نسخة من العهد القديم موجودة باللغة اليونانية القديمة.. والأناجيل كتبت باللغة اليونانية القديمة.. وهي اللغة التي لم يتحدثها المسيح ولا أي من حواريه.
فكيف يقولون أن هذا صحيحًا.. ونحن نقول لهم أن أصلاً من أصول الإسلام لدينا هو «لا إكراه في الدين» فمن كرامة الإنسان أن يترك له حرية اختيار الدين الذي يدين به نفسه لله سبحانه وتعالى لأنه على أساس هذا الاختيار سيخلد في الجنة أبدًا أو في النار أبدًا.
* د. زغلول.. تكلمت أنت عن الإنجيل من قبل.. ولم نسمعك تتكلم عما بداخله؟
- حينما أنظر كمثال إلى الإنجيل أجد ما يسمى سفر أستير.. فمن هي أستير.. وما هو سفر أستير هذا.. وكذلك تقرأ كلامًا معيبًا أن يكون في كتاب ديني.. فنشيد الإنشاد فضيحة الفضائح.. والله هو فضيحة الفضائح فحينما يتهم كتاب دين 84 من أنبياء الله بأنهم أبناء زنا محارم.. وزنوا بمحارمهم.. فهل يصح أن يكون كتاب دين.. فالأنبياء أختارهم الله كمثل عليا للبشرية.. وقدوة للبشرية.. وهم حين يتهمون لوطًا عليه السلام بأنه زنا بابنتيه وأن نتيجة هذا الزنا أنبياء بني إسرائيل.. فهل هذا كلام يقبله عقل أنه جهل..
وحينما يقول سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أفضل الصلاة صلاة داوود وأفضل الصيام صيام داوود وكان داوود عليه السلام دائم الاستغفار ودائم التسبيح ودائم الابتهال إلى الله سبحانه وتعالى.. ثم يقولون عنه أنه رأى زوجة قائده عارية على السطح فاشتهاها.. فانتظر حتى ذهب القائد إلى المعركة.. وزنا بزوجته.. فهل يعقل هذا.. ويتهمون نبي من أنبياء الله بأنه زنا بأرملة أنية في الشارع.. فهل هذا كتاب؟
* ألا توجد إشارات لنبي آخر الزمان محمد صلى الله عليه وسلم في ذلك الكتاب العجيب؟
- يقول الله عز وجل: «الذين يتبعون النبي الأمي الذي يجدونه مكتوبًا عندهم في التوراة والإنجيل».
وحينما تنظر إلى كتبهم المحرفة المزورة المكتوبة بلغة غير لغة الوحي مليئة بذكر محمد صلى الله عليه وسلم رغم أنوفهم.. فهذا إعجاز.. رغم ما قاموا برفعه مما يشير إلى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم..
ففي أحد أسفار العهد القديم.. يتكلمون عن نبي آخر الزمان ويقول هذا السفر.. أنه يخرج في جبال باران أن جبال فاران إلى قرب تيمه.. وفي كتبهم فجبال باران هي جبال مكة وهي الجبال التي أودع عندها إبراهيم زوجته هاجر وابنه إسماعيل.
وأنا أسألهم أين عقولكم.. من النبي الذي خرج من جبال مكة إلى قرب تيمه إلا محمد صلى الله عليه وسلم.. وتيمه هي أقرب المدن الكبرى إلى مدينة النبي محمد صلى الله عليه وسلم.. ولا يزال لديهم إلى اليوم في كتابهم يقولون يا أهل تيمة سيأتي ؟؟؟ إليكم الذي أخرجه الله من أرضه فرحلته إليكم طويلة وسيوفه مكسورة.. ويحتاج إلى الطعام والشراب فأغيثوه..
فأين هي عقولهم.. وبعدها يقول النص ثم يعود إلى جبال باران مع عشرة آلاف من القديسين.. وهذه إشارة إلى فتح مكة.. وهناك عشرات الإشارات إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.. وما أقوله موجود عندي ولدي وثائقه..
وفي أحد مزامير داود أو المنسوبة إلى داود عليه السلام المزمور 44.. والمزامير نوع من الاستغفار.. يقولون على لسان داود مخاطبًا ربه سبحانه وتعالى.. طوبى لمن ملء حبك قلبه واشتاق إلى حج بيتك في وادي بكه.. وهي نفس ما جاء في القرآن.. أن أول بيع وضع للناس للذي ببكة مباركًا وهدى للعالمين.
وهم في النص العربي للإنجيل.. وفي ذات المزمور لم يستطيعوا أن يتحملوا ذلك.. فغيروا كل الأناجيل سواء العربية أو الإنجليزية أو الفرنسية وجعلوها طوبى لمن ملء حبك قلبه.. واشتاق إلى حج بيتك في وادي البكاء..
وأنا أتى إلي أحد المسيحيين فقلت له هل تعرف الإنجليزية فقال نعم.. فقلت له هل وادي البكاء ترجمة دقيقة لوادي بكة.. فقال لي لا.. فقلت له أليس هذا تزويرًا.. فقال نعم تزوير.. فقلت له هل تؤمنون بدين مزور.. فقال دعني أفكر.. وبعد شهرين عاد إلي وقال لي والله صمت رمضان كاملاً وصليت التراويح كاملة.. ومشكلتي أني ابن وحيد لأبوين ثريين.. فلو علما بإسلامي يموتا بالسكتة القلبية.. فقلت له لا تقل لهم ذلك.
ولذلك أقول دائمًا أن المسلمين برعوا في علم مقارنة الأديان ولكنهم أهملوها الآن إرضاءً للأمريكان فمقارنة الأديان تفضحهم فضيحة عظمى.. وعلينا أن نهتم بهذا العلم مرة ثانية..
* قلت قبل ذلك واصفًا الإنجيل بالكتاب المكدس فماذا تقصد؟
- هذا الخليط الذي لا معروف أصلاً له.. ولا تاريخ له ولا أين كتب.. ولا من كتبه.. ولا بأي لغة.. فهل يعتبر مكدس ولا غير مكدس..
المصدر
http://www.el-wasat.com/details.php?id=55529366 
