( نذارة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم للكفار والمشركين )
بسم الله الرحمن الرحيم
*********************************
وأمر الله سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ينذر بكتاب الله :
الكفار والمشركين الذين أشركوا بالله وعبدواغير الله
الذين كانوا للأوثان عابدين وللطواغيت متولين وعلى الأصنام عاكفين
يقول الله جل علاه
(وتُنْذِرَ بِهِ قَوْماً لُدّاً )
فهؤلاء قوم : جثم الكفر على صدورهم
(َاتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ آلِهَةً)
(َ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ أَولِيَاء )
(وَجَعَلُواْ لِلّهِ أَندَاداً)
(اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ شُفَعَاء)
********
قوم : انهمكوا فى الضلالة وغرقوا فى الجهالة
(َيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللّهِ مَا لاَ يَمْلِكُ لَهُمْ رِزْقاً مِّنَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ شَيْئاً وَلاَ يَسْتَطِيعُونَ )
(َيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللّهِ مَا لاَ يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْ )
(وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَمَا لَيْسَ لَهُم بِهِ عِلْمٌ )
****
عمت أبصارهم فهم لا يبصرون .. وصموا آذانهم فهم لا يسمعون
وجثا الجهل على عقولهم فهم لايفقهون
ولم يعوا أنهم فى يوم القيامة سيقولون
( لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ )
****
قوم أشرار وكفار فجار باعوا الآخرة بدار البوار
(عَجِبُوا أَنْ جَاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ فَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا شَيْءٌ عَجِيبٌ)
(اتَّخَذُوا آيَاتِي وَمَا أُنذِرُوا هُزُواً )
********
أعرضوا وتولوا عن دين الله وضلوا وغووا عن رسالة الله
( َإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ قَالُوا حَسْبُنَا مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ
آبَاءَنَا )
(قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا )
(قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا )
******
لم يؤمنوا بربهم الذى خلقهم
لم يصدقوا نبيهم الذى جاء رحمة لهم
( أَلْفَوْا آبَاءهُمْ ضَالِّينَ فهُمْ عَلَى آثَارِهِمْ يُهْرَعُونَ )
( أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لا يَعْلَمُونَ شَيْئاً وَلا يَهْتَدُونَ)
( أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لا يَعْقِلُونَ شَيْئاً وَلا يَهْتَدُونَ)
*******
سلك بهم سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم سواء المحجة
وخاطبهم فى الدعوة بأوضح حجة
أراد سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يعدل بهم عما هم فيه من ضلال وطغيان إلى
عبادة العزيز الرحمن فقال لهم
(َلَا تَجْعَلُوا مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ إِنِّي لَكُم مِّنْهُ نَذِيرٌ مُّبِينٌ )
( إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ ً)
(إِنَّمَا أُنْذِرُكُمْ بِالْوَحْى )
( إِنَّمَا أَنَا مُنْذِرٌ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ)
*******
فما كان منهم إلا الجحود والنكران
ماكان منهم إلا الكفر والطغيان
(َالَّذِينَ كَفَرُوا عَمَّا أُنْذِرُوا مُعْرِضُونَ)
(َيُجَادِلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ)
******
نسوا الفطرة التى فطرها الله لهم
فجحدوا خالقهم وأنكروا نعمة رازقهم
(الَّذِينَ كَفَرُوا فِي عِزَّةٍ وَشِقَاقٍ)
( الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ )
******
كذبوا نبيهم الذى جاء رحمة لهم رحيما بهم
لم يصدقوا رسولهم الذى كان حزينا من أجلهم
يقول الله جل علاه
(وَإِذَا رَأَوْكَ إِن يَتَّخِذُونَكَ إِلَّا هُزُواً أَهَذَا الَّذِي بَعَثَ اللَّهُ رَسُولاً )
(وَإِذَا رَآكَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِن يَتَّخِذُونَكَ إِلَّا هُزُواً أَهَذَا الَّذِي يَذْكُرُ آلِهَتَكُمْ وَهُم بِذِكْرِ الرَّحْمَنِ هُمْ
كَافِرُونَ )
**********
قوم لدا :
لم يؤمنوا بكتاب الله
( َإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالُوا مَا هَذَا إِلَّا رَجُلٌ يُرِيدُ أَن يَصُدَّكُمْ عَمَّا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُكُمْ )
(َإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ لِقَاءنَا إئْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هَـذَا أَوْ بَدِّلْهُ )
******
أملى عليهم اللعين الكفر والعصيان
احتال عليهم اللئيم فسول لهم الشرك والطغيان
فاشتروا الضلالة بالهدى والعذاب بالمغفرة
****
فقالوا ماقالوا عن الله جل علاه
وقالوا ماقالوا عن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم
وقالوا ماقالوا عن كتاب الله الكريم وقرآنه الحكيم
******
هذا ما قالوه عن خاتم الرسل والأنبياء
****
( قَالُواْ مَا أَنزَلَ اللّهُ عَلَى بَشَرٍ مِّن شَيْءٍ )
(قَالُواْ أَبَعَثَ اللّهُ بَشَراً رَّسُولاً )
( َقَالُواْ يَا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ )
( تَوَلَّوْا عَنْهُ وَقَالُوا مُعَلَّمٌ مَّجْنُونٌ )
(يَقُولُ الظَّالِمُونَ إِن تَتَّبِعُونَ إِلاَّ رَجُلاً مَّسْحُوراً )
(قَالُواْ أَضْغَاثُ أَحْلاَمٍ بَلِ افْتَرَاهُ بَلْ هُوَ شَاعِرٌ فَلْيَأْتِنَا بِآيَةٍ كَمَا أُرْسِلَ الأَوَّلُونَ )
*****
ألم يحتكم هؤلاء الكفرة المشركين إلى سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما نشب بينهم
من معارك طاحنة على مر السنوات
ألم يلجأوا إلى نبى الله صلى الله عليه وسلم فيما اختلفوا فيه وحين استعرت الحروب بينهم على
فترات
فكانوا : بما حكم يحتكمون وبما قضى به يسلمون
يقول العلى العظيم
(فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجاً مِّمَّا قَضَيْتَ
وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيماً )
******
كذبوا الصادق الأمين والنبى الكريم
كذبوا النبى المصطفى صلى الله عليه وسلم
وقالوا :
( قَالُوا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلاً )
( َقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا إِفْكٌ افْتَرَاهُ وَأَعَانَهُ عَلَيْهِ قَوْمٌ آخَرُونَ )
*******
إفك وبهتان .. عمى وطغيان
**************************
(َقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِّنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ )
(َقَالُواْ لَوْلا أُنزِلَ عَلَيْهِ مَلَكٌ)
( لَوْلَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ فَيَكُونَ مَعَهُ نَذِيراً )
(وَقَالُواْ لَوْلاَ نُزِّلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِّن رَّبِّهِ)
(َقَالُوا مَالِ هَذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ وَيَمْشِي فِي الْأَسْوَاقِ)
(َقَالُواْ لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الأَرْضِ يَنبُوعاً )
( أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِّن زُخْرُفٍ )
(أَوْ تَرْقَى فِي السَّمَاء وَلَن نُّؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَاباً نَّقْرَأهُ)
(أَوْ يُلْقَى إِلَيْهِ كَنزٌ )
(أَوْ تَكُونُ لَهُ جَنَّةٌ يَأْكُلُ مِنْهَا )
(أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِّن نَّخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ الأَنْهَارَ خِلالَهَا تَفْجِيراً )
(أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاء كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفاً)
( أَوْ تَأْتِيَ بِاللّهِ وَالْمَلآئِكَةِ قَبِيلاً )
******
( جَاؤُوا ظُلْماً وَزُوراً )
(سَاء مَا يَحْكُمُونَ )
*****
كفروا بيوم البعث واللقاء
فقالوا :
(إِنْ هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ )
(قَالُواْ أَئِذَا كُنَّا عِظَاماً وَرُفَاتاً أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقاً جَدِيداً )
(وَلَئِن قُلْتَ إِنَّكُم مَّبْعُوثُونَ مِن بَعْدِ الْمَوْتِ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِنْ هَـذَا إِلاَّ سِحْرٌ مُّبِينٌ)
******
كان منهم الإفك والإفتراء
بل :
وكان منهم هذا الكذب والإجتراء على رب الأرض والسماء
(َجَعَلُواْ لِلّهِ شُرَكَاء الْجِنَّ وَخَلَقَهُمْ وَخَرَقُواْ لَهُ بَنِينَ وَبَنَاتٍ بِغَيْرِ عِلْمٍ )
(َجَعَلُوا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجِنَّةِ نَسَباً وَلَقَدْ عَلِمَتِ الْجِنَّةُ إِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ )
(َجَعَلُوا الْمَلَائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبَادُ الرَّحْمَنِ إِنَاثاً أَشَهِدُوا خَلْقَهُمْ )
(وَيَجْعَلُونَ لِلّهِ الْبَنَاتِ سُبْحَانَهُ وَلَهُم مَّا يَشْتَهُونَ )
*******
(مَا قَدَرُواْ اللّهَ حَقَّ قَدْرِهِ)
(سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يَصِفُونَ )
********
أشركوا بالذى يحييهم ويميتهم
كفروا بالله الذى إليه مرجعهم ومآبهم كفروا بالله الذى إليه حسابهم و مآلهم
نسوا أنهم مسلمين لله : سواء أطاعوا أم لا
ولم يعوا أنهم عبيد لله
(َجَعَلُوا لَهُ مِنْ عِبَادِهِ جُزْءاً)
(وَجَعَلُواْ لِلّهِ مِمِّا ذَرَأَ مِنَ الْحَرْثِ وَالأَنْعَامِ نَصِيباً )
(وَيَجْعَلُونَ لِلّهِ مَا يَكْرَهُونَ وَتَصِفُ أَلْسِنَتُهُمُ الْكَذِبَ أَنَّ لَهُمُ الْحُسْنَى لاَ جَرَمَ أَنَّ لَهُمُ الْنَّارَ وَأَنَّهُم
مُّفْرَطُونَ )
******
( تَاللّهِ لَتُسْأَلُنَّ عَمَّا كُنتُمْ تَفْتَرُونَ )
********
يقول الله جل علاه
(فَلاَ تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِّمَّا يَعْبُدُ هَـؤُلاء مَا يَعْبُدُونَ إِلاَّ كَمَا يَعْبُدُ آبَاؤُهُم مِّن قَبْلُ وَإِنَّا لَمُوَفُّوهُمْ نَصِيبَهُمْ
غَيْرَ مَنقُوصٍ )
(فَذَكِّرْ فَمَا أَنتَ بِنِعْمَتِ رَبِّكَ بِكَاهِنٍ وَلَا مَجْنُونٍ )
(قُلْ تَمَتَّعُواْ فَإِنَّ مَصِيرَكُمْ إِلَى النَّارِ )
********
ولتعلم هنا يا أخى الإنسان
أنه سوف يقول مثل قولهم من سينهج نهجهم ويسيرعلى دربهم
إن يقولون إلا كذبا
لعنهم الله بما قالوا وما يقولون
إنهم النصيب الذى فرضه الله لإبليس اللعين
يقول الله جل علاه
( َقَالَ لَأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيباً مَّفْرُوضاً )
باءوا بسخط من الله و باءوا بغضب منه جل علاه
فحقت عليهم الضلالة
********
يقول من بيده الخلق والأمر ومن بيده الحكم والقهر
(َيَجْعَلُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لا يَعْقِلُونَ)
(خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ )
(َلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْراً لَأسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ)
*********
يقول الله جل علاه لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم
(إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ)
**********
(َإِنْ تَدْعُهُمْ إِلَى الْهُدَى فَلَنْ يَهْتَدُوا إِذاً أَبَداً)
**********
(فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ )
*******
فهؤلاء وأمثالهم
هؤلاء وكل من سلك سبيلهم
هؤلاء وكل من سار على دربهم
إنس كانوا أم جان فى أى زمان أو مكان هذا هو جزاؤهم ومصيرهم
(َالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الْأَنْعَامُ وَالنَّارُ مَثْوًى لَّهُمْ )
********
(وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِّنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَّ يُبْصِرُونَ بِهَا
وَلَهُمْ آذَانٌ لاَّ يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَـئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ)
************************************************** *********
سعيد شويل
