الخطية و الفداء .. أسئلة مصيرية
السؤال الأول
الخطية توارثها الناس عن آدم و لبسوها غصب عنهم ، و الرب أراد أن يفدي البشر ... طيب ليه الفداء كذلك لم يتوارثه الناس و يتلبس بهم غصب عنهم أيضا ؟ أم أن الخطية التي هي فعل الشيطان أقوى من الفداء الذي هو فعل الرب ؟
و إذا كان بعد الفداء ، فقط من يؤمن به هو الذي سيخلص ( يعني اختبار و امتحان ) فلماذا لا يكون هذا الامتحان من أول يوم للإنسان على الأرض : من آمن و اتبع الرسل يخلص و من كفر و كذب الرسل هلك !!!
السؤال الثاني
التكوين 2 : (15) وَأَخَذَ الرَّبُّ الإِلَهُ آدَمَ وَوَضَعَهُ فِي جَنَّةِ عَدْنٍ لِيَفْلَحَهَا وَيَعْتَنِيَ بِها.
(16) وَأَمَرَ الرَّبُّ الإِلَهُ آدَمَ قَائِلا: «كُلْ مَا تَشَاءُ مِنْ جَمِيعِ أَشْجَارِ الْجَنَّةِ،
(17) وَلَكِنْ إِيَّاكَ أَنْ تَأْكُلَ مِنْ شَجَرَةِ مَعْرِفَةِ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ لأَنَّكَ حِينَ تَأْكُلُ مِنْهَا حَتْماً تَمُوت».
(25) وَكَانَ آدَمُ وَامْرَأَتُهُ عُرْيَانَيْنِ، وَلَمْ يَخْجَلَا مِنْ ذَلِكَ.
التكوين 3 : (4) فَقَالَتِ الْحَيَّةُ لِلْمَرْأَةِ: «لَنْ تَمُوتَا،
(5) بَلْ إِنَّ اللهَ يَعْرِفُ أَنَّهُ يَوْمَ تَأْكُلانِ مِنْ ثَمَرِ هَذِهِ الشَّجَرَةِ تَنْفَتِحُ أَعْيُنُكُمَا فَتَصِيرَانِ مِثْلَهُ، قَادِرَيْنِ عَلَى التَّمْيِيزِ بَيْنَ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ».
(9) فَنَادَى الرَّبُّ الإِلَهُ آدَمَ: «أَيْنَ أَنْتَ؟»
(10) فَأَجَابَ: «سَمِعْتُ صَوْتَكَ فِي الْجَنَّةِ فَاخْتَبَأْتُ خِشْيَةً مِنْكَ لأَنِّي عُرْيَانٌ».
(11) فَسَأَلَهُ: «مَنْ قَالَ لَكَ إِنَّكَ عُرْيَانٌ؟ هَلْ أَكَلْتَ مِنْ ثَمَرِ الشَّجَرَةِ الَّتِي نَهَيْتُكَ عَنْهَا؟»
و السؤال البديهي : كيف يحتسب أكل آدم و زوجته من الشجرة ( شجرة معرفة الخير من الشر ) خطية و هما أساسا قبل الأكل منها لم يكونا يعلمان الشر من الخير ، فهما - بهذا المنطق - يسقط عنهما التكليف كالأطفال و المجانين و يؤكد ذلك أنهما كانا عرنايين و لم يميزا بشاعة عريهما الا بعد الاكل من الشجرة !!!
فهما معذوران بلا شك
كما قال المسيح للفريسيين : «لو كنتُم عُميانًا لَما كانتْ لكُمْ خَطيَّةٌ. ولكن الآنَ تقولونَ إنَّنا نُبصِرُ، فخَطيَّتُكُمْ باقيَةٌ.» (يو 9-41)
الهام الثالث :
يبدو أن بولس لم يقرأ هذا النص في العهد القديم قبل أن يضع عقيدة الفداء !!!
ميخا 6 : (6) بمَ أتَقَدَّمُ إلَى الرَّبِّ وأنحَني للإلهِ العَليِّ؟ هل أتَقَدَّمُ بمُحرَقاتٍ، بعُجولٍ أبناءِ سنَةٍ؟
(7) هل يُسَرُّ الرَّبُّ بأُلوفِ الكِباشِ، برِبَواتِ أنهارِ زَيتٍ؟ هل أُعطي بكري عن مَعصيَتي، ثَمَرَةَ جَسَدي عن خَطيَّةِ نَفسي؟
(8) قد أخبَرَكَ أيُّها الإنسانُ ما هو صالِحٌ، وماذا يَطلُبُهُ مِنكَ الرَّبُّ، إلّا أنْ تصنَعَ الحَقَّ وتُحِبَّ الرَّحمَةَ، وتَسلُكَ مُتَواضِعًا مع إلهِكَ.
هنا الرب يوضح جليا أن الأعمال الجسدية البحته ليست هي الوسيلة الصحيحة لتكفير الخطايا اذا لم يصحبها انكسار النفس و الرجاء في رحمة الكريم و العزم على سلوك طريق الحق و هذا ما ينطبق تماما مع المفهوم الاسلامي للتوبة و مع نص الآية الكريمة التي تتحدث عن الأضاحي (الذبائح) : « لن ينال الله لحومها ولا دماؤها و لكن يناله التقوى منكم »
و لكن تعالوا نركز مع بعض شوية في العدد 7 : (هل أُعطي بكري عن مَعصيَتي، ثَمَرَةَ جَسَدي عن خَطيَّةِ نَفسي؟)
هنا الرب لم يسمح للعبد الخاطئ أن يذبح ولده ليكفر عن خطيئته ، فكيف يسمح الرب لنفسه أن يذبح أو يصلب ابنه ( يسوع ) ليكفر عن خطية غيره !!!!
سؤال يضع ألف علامة استفهام فهل من مجيب !!!