يسوع يأمركم أن تفتشوا الكتب
رسالة محبة أخص بها
الأصدقاء والعقلاء من المسيحيين
رسالة أقول لكم فيها
لقد أمركم يسوع أن تفتشوا الكتب فلم لا تفتشوها ؟
قد يبدوا سؤالي غريبا عليكم
لأنكم تظنون أنكم قد فتشتم الكتب
ولكن الواقع يشهد بأنكم لم تفتشوا الكتب التي قصدها يسوع
وأن الكتب التي فتشتموها ليست هي الكتب التي أمركم يسوع بتفتيشها
نعم
لقد إلتبس الأمر عليكم
فبحثتم بعيدا عن مركز البحث المقصود ودائرته
أتمنى عليكم أن تعيروا هذه الرسالة جزءً ولو يسيرا من تفكيركم
إنها تستحق ذلك
لأنها تذكرة لكم يا من تحبون يسوع
أذكركم فيها أن يسوع قد قال لكم : فتشوا الكتب
وقال لكم أن تلك الكتب تشهد له فقال : وهي التي تشهد لي
فما هي تلك الكتب التي أمركم يسوع أن تفتشوها والتي تتضمن شهادة صادقة ليسوع ؟
فأي كتب هي التي يجب تفتيشها ؟ وأي كتب هي التي تشهد له ؟
أي كتب تلك التي طلب يسوع منكم تفتيشها بل أي كتب أمركم يسوع بتفتيشها ؟
لا شك
أن كل عاقل ينظر نظرة عقلية أو علمية أو واعية أو محايدة ألى أقوال يسوع يجد
إن يسوع كان يقصد الكتب التي سبقت ولادته ولم يكن يقصد الكتب التي وضعت أو ألفت بعد غيابه
فالعقل والمنطق يستبعد :
أن يأمر يسوع بتفتيش الأناجيل أو أعمال الرسل أو رسائل بولس أو أحلام يوحنا
بينما يتفق العقل مع المنطق بأن يسوع قد
أمر بتفتيش أسفار التوراة والأنبياء
ولكن
هذا المنطق بكل تاكيد يرفضه رجال الدين المسيحي كبيرهم وصغيرهم
لماذا ؟ وما هي أسباب ذلك الرفض ؟
لا شك أن الأسباب عديدة وسأذكر بعضها
أولها - إن أسفار العهد القديم لا تخدم عقائد المسيحيين في التثليث ولا في الوهية يسوع
الثاني - إن معظم المسيحيين يرون أن بولس قد حررهم من الناموس ومن تبعات الناموس ومن الوصايا
الثالث - إن معظم المسيحيين ينظرون نظرة سلبية إلى إله العهد القديم ، وإن منهم من أعلن صراحة عدم إيمانه بإله العهد القديم بل ووصفه بأنه جزار
وقد صرح بذلك علانية المطران جورج خضر حسب ما جاء على لسان الأنبا بيشوي
www.youtube.com/watch?v=VRkcwkKDWUg
الرابع - إن معظم المسيحيين اليوم يرون في العهد القديم تقييدا لحرياتهم الشخصية وعودة بهم إلى عصور الظلمات والتخلف الفكري والحضاري
الخامس - إن المرأة المسيحية خاصة إستطاعت أن تكسر جميع الوصايا ، واستطاعت أن تفرض على الكنيسة إرادتها وصوتها ، حتى بات من يطلب من المرأة الحشمة من رجال الكنيسة مطالبا هو بالإعتذار لها
فلذلك من غير المقبول للمرأة المسيحية قبول العهد القديم الذي وصف الجميلة من النساء بأنها :
خزامة ذهب في فنطيسة خنزيرة المرأة الجميلة العديمة العقل. أمثال 11 : 22
فلكل ما ذكر نجد
ان المسيحيين لا يبحثون عن شهادات حقيقة وجادة في كتب العهد القديم
وإنما نجد محاولات
كأن يحاول بعض المسيحيين إسقاط بعض نبوءات العهد القديم على يسوع
ويستعين على ذلك بذريعة وجود معاني روحية لتلك النبوءات ، وهو ما يُعرفُ بليّ أعناق النصوص
وإما أن يستعين بتحريف كلمات بعض النبوءات كنوع من التضليل لشعب الكنيسة وخداعه
وحتى يقولوا لرعاياهم أو يظهروا لهم أنهم قد فتشوا العهد القديم ووجدوه يدعم إيمانهم المسيحي
ومن أراد الإستزادة أقدم له هذا الرابط
المسيحيون هم الذين حرفوا الكتاب المقدس أم اليهود ؟
:point:
أما المصيبة الكبرى فتتجلى
في زعم الكثيرين من رجال الدين المسيحي بأن الكتب التي أمر يسوع بتفتيشها هي
الأناجيل وملحقاتها
ولذلك نجدهم
في سبيل تثبيت الإيمان المسيحي يستشهدون ببعض النصوص الإنجيلية ويستنتجون من بعضها و يسقطون بعضها
ويحاولون أن يعتمدوا في الكثير من الحالات على الكلمات المبهمة والغامضة في نصوص الأناجيل وفي رؤيا يوحنا وفي بعض الرسائل
لقد قلت سابقا أن البحث في أسفار العهد الجديد من أجل الحصول على شهادة ليسوع مخالفا للعقل والمنطق
وذلك للأسباب التالية
الأول - ان يسوع عندما قال ( فتشوا الكتب ) قال ذلك لتلاميذه وللحاضرين مواجهة
وليس من المعقول أن يقول ذلك لهم وهو يقصد كتب العهد الجديد وتلك الكتب لم تكن قد كتبت بعد
الثاني - كيف يطلب يسوع من الحاضرين أن يفتشوا كتب العهد الجديد وهي لم تكتب إلا بعد موتهم ؟
الثالث - يدعي البعض أن يسوع عندما قال ( فتشوا الكتب ) قد قصد أن تفتشها تلك الأجيال التي توفرت لها الكتب في أي عصر من العصور
وهذا الإدعاء باطل من عدة وجوه
أحد الوجوه - إهمال يسوع للأجيال على مدى خمسة عشر قرنا من الزمان لم تكن فيها كتب العهد الجديد قد انتشرت بين الناس حتى يفتشوها ولم تكن قد ترجمت تلك الكتب إلى لغاتهم حتى يفهموها
الوجه الآخر - ان يسوع لم يكن يعلم ما سيكتب بعده من كتب وماذا سيكتب في تلك الكتب والتي سوف يتم تألفها بعد غيابه بقرون أو حتى بسنوات
فمن زعم من المسيحيين أن يسوع كان يعلم مسبقا ما سوف يُكتب بعده من كتب يكون مخطئا
لأنه يكون بذلك قد نسب ليسوع علم الغيب ، وهذا لا يستقيم مع نفي يسوع عن نفسه علم الغيب
فقد جاء على لسان يسوع قوله :
( أما ذلك اليوم وتلك الساعة فلا يعرفهما أحد ، لا ملائكة السماوات ولا الابن ، إلا الآب وحده )
متى 24 : 36 الأخبار السارة
كما ويعزز
عدم معرفة يسوع بالغيب قصته مع شجرة التين
فشجرة التين لم تكن غائبة عنه وإنما كانت حاضرة أمام عينيه يبصرها
فعندما شاهد يسوع شجرة التين وقد كان جائعا
اسرع إليها لعله يجد عليها ثمرا يأكله
فلما وصلها وبحث بين أوراقها لم يجد أي ثمر
والسبب في ذلك أنه لم يكن وقت التين ولم يكن أوان التين
فلو أن يسوع كان عالما بالغيب لكان علمه بالحاضر من باب أولى
فالذي لا يعلم بعدم وجود الثمر على شجرة التين وهي أمام عينيه عدم علمه بالغيب أولى
فحادثة تلك الشجرة أثبتت عدم معرفة يسوع بما حوله ، وكذلك أثبتت جهل يسوع بوقت التين
مما يؤكد وبلا أدنى شك عدم مشاركة يسوع في خلق التين
ومما ينفي عن يسوع الألوهية أيضا
فلو كان يسوع إلها لكان عالما بدقائق الأمور فضلا عن جُلِها
ولو كان يسوع إلها لما بنا آمالا ورجاءا على ثمر تلك الشجرة أن يسد جوعه
ثم
لو أن يسوع وجد على شجرة التين ما يشبع معدته لما لعن الشجرة ولما عاقبها
نقرأ ما كتب لنا البشير مرقس عن تلك الحادثة
12. ولما خرجوا في الغد من بيت عنيا أحس بالجوع.
13. ورأى عن بعد شجرة تين مورقة ، فقصدها راجيا أن يجد عليها بعض الثمر.
فلما وصل إليها ، ما وجد عليها غير الورق ، لأن وقت التّين ما حان بعد.
مرقس 11 : 13 الأخبار السارة
:point:
فكل الدلائل تشير إلى عدم معرفة يسوع بما هو مشاهد وحاضر أمامه
فعدم معرفته بالغيب والمستقبل أولى
:point:
بعد هذا نعاود الحديث
عن الكتب التي أمركم يسوع بتفتيشها
عن كتب العهد القديم عن التوراة وكتب الأنبياء
عند تفتيشها بعين مبصرة وعقل مفتوح نجدها تعلن وحدانية الله بكل وضوح
( الرب إلهنا رب واحد )
فلا ذكر فيها لأقانيم متحدة ولا متفرقة ولا لثالوث مقدسٍ ولا غير مقدس
وإن تلك الكتب لم تذكر بين طياتها وسطورها
أن المسيح المنتظر هو الله ولا هو بكر كل خليقة
تلك الكتب لم تذكر أيضا
أن المسيح المنتظر سيموت قتلا على الصليب من أجل فدائكم وتخليصكم من خطيئة آدم
أو أن المسيح سينتحر على الصليب ليخلصكم من الخطيئة الأصلية
الأناجيل والعقيدة المسيحية تثبت انتحار يسوع
فالمفتش العاقل
سيجد أن تلك الكتب قد برأت الأبناء من خطيئة الآباء
ولن يجد في تلك الكتب
إن الآهوت سيتحد بالناسوت ؟
ولن يجد فيها أن الله سيرسل إبنه الوحيد ليعذب وليصلب وليموت على يدي حفنة من الأشرار
فمن أين أتى رجال الدين المسيحي بكل هذا إذن ؟
إنهم توافقوا عليه
نعم
توافقوا عليه في المجامع وأصدروا بذلك قرارات دون الإعتماد على نص واحد من نصوص العهد القديم
بل وحتى نصوص الأناجيل لم يعتمدوها في مجامعهم وفي صناعة قراراتهم
وفي الختام
لا يسعني إلا أن أقول لكم جميعا فتشوا الكتب كما أمركم يسوع بقلب وعقل مفتوح
عسى أن تجدوا فيها ما يقربكم إلى الله الحق
هدانا الله وإياكم إلى سواء السبيل
