دعوى عدم صلاحية تطبيق الشريعة الإسلامية في وجود أقليات غير مسلمة
بسم الله الرحمن الرحيم
و به نستعين
دعوى عدم صلاحية تطبيق الشريعة الإسلامية في وجود أقليات غير مسلمة ( * )
مضمون الشبهة:
يدعي بعض المشككين أن أحكام الشريعة الإسلامية لا يمكن تطبيقها في المجتمعات الإسلامية؛ وذلك لوجود أقليات غير مسلمة بها، ويتساءلون: كيف تطبق أحكام الشريعة الإسلامية على من لا يؤمن بها؟! ألا يعد هذا نقضا لمبدأ الحرية التي ينادي بها الإسلام والمسلمون !؟
وجوه إبطال الشبهة:
1) للشريعة الإسلامية مميزات تؤهلها للتطبيق في كل زمان ومكان، وبالنظر في صفحات التاريخ الإسلامي المشرقة يتأكد لنا هذا المعنى، كما أن الأكثرية لها الحق في حكم نفسها بما تشاء ما لم تجر على الأقلية.
2) الإسلام دين السماحة، ولا يفرض عقيدته على غيره، يشهد بهذا غير المسلمين قبل المسلمين.
3) الحكم العلماني ليس حكما مشرقا، بل هو حكم متعصب، يحارب جميع الأديان، وتسوده المذابح والفتن الطائفية.
التفصيل:
أولا للشريعة الإسلامية مميزات تجعلها صالحة للتطبيق في كل زمان ومكان.:
تحدث د. يوسف القرضاوي عن مميزات الشريعة الإسلامية، وذكر منها
1. العدل للناس جميعا:
في ظل شريعة الإسلام ساد العدل، ونعم بخيره الناس جميعا، فقانون الشرع ملزم لكل من جرت عليه أحكام الإسلام، لا يظلم أحدا أو يحابي لأجل دينه، أو طبقته الاجتماعية، أو أسرته، أو غناه أو فقره، أو لونه أو لغته.
ذلك لأن عدل الإسلام هو عدل الله، والله لا يظلم أحدا من عباده، فردا أو جماعة، بل هو الحكم العدل، وقد نزلت آيات خالدة في كتاب الله، تدافع عن يهودي اتهم بجريمة ظلما وهو برئ منها، فندد القرآن بالمتهمين، وهم منتسبون ظاهرا إلى الإسلام، ودافع عن المتهم دفاعا لا نظير له في التاريخ.
· وذلك في قوله عز وجل: ( إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما أراك الله ولا تكن للخائنين خصيما (105) واستغفر الله إن الله كان غفورا رحيما (106) ولا تجادل عن الذين يختانون أنفسهم إن الله لا يحب من كان خوانا أثيما (107) يستخفون من الناس ولا يستخفون من الله وهو معهم إذ يبيتون ما لا يرضى من القول وكان الله بما يعملون محيطا (108) ها أنتم هؤلاء جادلتم عنهم في الحياة الدنيا فمن يجادل الله عنهم يوم القيامة أم من يكون عليهم وكيلا (109) ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما (110) ومن يكسب إثما فإنما يكسبه على نفسه وكان الله عليما حكيما (111) ومن يكسب خطيئة أو إثما ثم يرم به بريئا فقد احتمل بهتانا وإثما مبينا (112) ولولا فضل الله عليك ورحمته لهمت طائفة منهم أن يضلوك وما يضلون إلا أنفسهم وما يضرونك من شيء وأنزل الله عليك الكتاب والحكمة وعلمك ما لم تكن تعلم وكان فضل الله عليك عظيما (113)) (النساء).
والقضاء الإسلامي من أعدل الأنظمة القضائية في العالم، فهو يعامل الخليفة - أمير المؤمنين - كما يعامل كافة أفراد الشعب، ويجري عليه ما يجري عليهم، وقد يحكم عليه القاضي لخصم هو يهودي أو نصراني، بل هو ما سجله تاريخ القضاء الإسلامي في وقائع شتى تظل غرة في جبين الدهر.
2. مجتمع مساواة لا يعترف بالفوارق والطبقات:
وفي ظل نظام الإسلام وشريعة الإسلام، سعد الناس بمساواة قانونية واجتماعية، قل أن عرف التاريخ لها مثيلا، فقد أعلن الإسلام المساواة بين البشر جميعا، فهم عبيد لرب واحد، وأبناء لأب واحد، تساووا في المبدأ، وتساووا في المصير، فلا مجال لبغي ولا فخر ولا تمييز.
أبطل الإسلام كل الفوارق التي تميز بين الناس: من الجنس، واللون، واللغة، والنسب، والأرض، والطبقة، والمال والجاه، وربط هذه المساواة بشعائره اليومية والأسبوعية والسنوية؛ ليتأكد للناس أنهم سواسية كأسنان المشط، لا فضل لأبيض على أسود، ولا لأسود على أبيض إلا بالتقوى، ولهذا لم يعرف المجتمع الإسلامي التمييز العنصري، أو اللوني، أو الطبقي الذي عرف في مجتمعات أخرى شرقية وغربية.
ولا عجب أن رأينا عمر يقول عن بلال الحبشي: «أبو بكر سيدنا، وأعتق سيدنا»؛ يعني بلالا رضي الله عنهم ( [1] ).
ورأينا المسجد يضم في رحابه كل الأجناس من عرب وعجم، وكل الألوان من بيض وسود، وكل الطبقات من أغنياء وفقراء، دون أدنى تفرقة بين فئة وأخرى.
ورأينا حكم الشريعة يطبق على الجميع، لا يعفى شريف لشرفه، ولا يرهق ضعيف لضعفه، بل قال النبي - قولته المشهورة: «إنما أهلك الذين قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه، وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد، وايم الله، لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها »( [2] ).
قالوا عن الإسلام:
· ذكر غوستاف لوبون في كتابه "حضارة العرب"، وهي ليست إلا حضارة الإسلام - في ختام حديثه عن نظم العرب المسلمين الاجتماعية -: "أن العرب يتصفون بروح المساواة المطلقة، وفقا لنظمهم السياسية، وأن مبدأ المساواة الذي أعلن في أوربا - قولا لا فعلا - راسخ في طبائع الشرق رسوخا تاما، وأنه لا عهد للمسلمين بتلك الطبقات الاجتماعية التي أدى وجودها إلى أعنف الثورات في الغرب، ولا يزال يؤدي، وأنه ليس من الصعب أن ترى في الشرق خادما زوجا لابنة سيده، وأن ترى أجراء منهم قد أصبحوا من الأعيان ".
· والكتاب الأوربيون الذين بحثوا عن بعد في شئون أولئك الأقوام - وهم الذين لا يعلم الأوربيون من أمورهم سوى القليل - يستخفون بتلك النظم، ويقولون: إنها أدنى من نظمنا كثيرا، ويتمنون قرب الوقت الذي تستولي فيه أوربا الطامعة على تلك البقاع.
وغير ذلك ما يبديه الباحثون المحققون، وإليك مثلا ما جاء في كتاب ثمين، وضعه العالم المتدين مسيو لويله الذي هو ممن أجادوا درس أمور الشرق: "صان المسلمون أنفسهم حتى الآن من مثل خطايا الغرب الهائلة، فيما يمس رفاهية طبقات العمال، وتراهم يحافظون بإخلاص على النظم الباهرة التي يسوي بها الإسلام بين الغني والفقير، والسيد والأجير على العموم، وليس من المبالغة أن يقال إذن: إن الشعب الذي يزعم الأوربيون أنهم يرغبون في إصلاحه هو خير مثال في ذلك الأمر الجوهري ".
حتى العبيد الذين أبقى الإسلام عليهم - لاعتبارات معروفة - في أضيق نطاق، كانوا يعتبرون بمثابة أعضاء في الأسرة التي يعيشون فيها. وفي الحديث: «إخوانكم خولكم»، ( [3] ) أي: خدمكم.
· ويتحدث ول ديورانت في كتابه "قصة الحضارة" عن الرقيق في تاريخ الحضارة الإسلامية، وكيف عمل الإسلام على تضييق دائرة الاسترقاق، وتحسين حال الأرقاء، فقصر الاسترقاق المشروع على من يؤسرون في الحرب من غير المسلمين، وعلى الأبناء الأرقاء أنفسهم.
ثم يقول: "وكان يسمح للعبيد أن يتزوجوا وأن يتعلم أبناؤهم إذا أظهروا قدرا كافيا من النباهة، وإن المرء ليدهش من كثرة أبناء العبيد والجواري الذين كان لهم شأن عظيم في الحياة العقلية والسياسية في العالم الإسلامي، ومن كثرة من أصبحوا منهم ملوكا وأمراء، أمثال محمود الغزنوي والمماليك في مصر ".
· ويقول الأستاذ برنارد لويس: "ولقد نجح الإسلام حيث فشلت المسيحية في مزج الإيمان العميق بالتسامح الديني، الذي لم يشمل فقط غير المسلمين من الأديان الأخرى، بل شمل هذا التسامح حتى الهراطقة ( [4] ) والكفار.
وتعايش مدارس فكرية عدة في التشريع الإسلامي المقدس هو برهان آخر على التسامح، والاعتدال الإسلامي.
ولقد كان الإسلام دائما من الوجهة الاجتماعية ديمقراطيا - أو على الأصح - عادلا، يرفض دائما نظاما كنظام الطوائف في الهند، وامتيازات كامتيازات الطبقة الأرستقراطية في أوربا، وما احتاج الإسلام إلى ثورة دامية لينشر فكرة تكافؤ الفرص، وتقدير المواهب في العالم الإسلامي، فلقد جاءت الفكرة مع بدء الدعوة الإسلامية، وعلى الرغم من أن في سياق تاريخ بعض الدول الإسلامية ميلا لتشكيل طبقة أرستقراطية، إلا أن الفكرة "المساواة" لم تنمح ولم تستبعد من المجتمع الإسلامي في أي وقت من الأوقات.
والنظرة الإسلامية تؤكد دائما سيادة القانون ووجوب انصياع الحكام له، ولقد استطاعت قوة العلماء في العهد العثماني أن تفرض احترام هذا المبدأ الإسلامي.
3. التكافل الاجتماعي الشامل:
وفي ظل شريعة الإسلام وحكم الإسلام ساد التكافل الاجتماعي الشامل، الذي قام على حراسته إيمان الأفراد المسلمين، وسلطان الدولة المسلمة.
· تكافل بين أبناء الأسرة والعشيرة، فحمل قويهم ضعيفهم، وقام قادرهم بحق عاجزهم، امتثالا لأمر الله - عز وجل - بصلة الأرحام، وإيتاء ذي القربى حقه، وتحقيقا للمبدأ القرآني: ( وأولو الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله ) (الأنفال: 75).
· ومن لم يقم بذلك بوازع من ذاته ألزمه القضاء الإسلامي بذلك، وفقا لقانون "النفقات" في الشريعة.
· وتكافل بين أبناء "الحي" الذي يلزمهم بحكم الجوار أن يتعاونوا ويتضامنوا، ويأخذ بعضهم بيد بعض، وإلا فالإسلام منهم براء، ففي الحديث: «ليس بالمؤمن الذي يبيت شبعانا، وجاره جائع إلى جنبه» ( [5] ).
· وتكافل بين أبناء القطر أو الإقليم الواحد؛ حيث كانت "الزكاة" تؤخذ من أغنيائهم فترد على فقرائهم فريضة من الله.
· وتكافل أوسع وأكبر، يشمل الأمة الإسلامية كلها، فهي أمة واحدة، يشد بعضها أزر بعض، ويسعى بذمتهم أدناهم، وهم يد على من سواهم.
لقد رأينا هذا التكافل في عهد النبي صلى الله عليه وسلم؛ حيث بعث سعاته وعماله إلى كافة القبائل والأقطار التي دخلها الإسلام، وأمرهم أن يأخذوا الزكاة من أغنيائهم ليردوها على فقرائهم، وكان الساعي أو العامل منهم يذهب، فيجمع الزكاة، ثم يتركها في موضعها، فلا يعود إلا بحلسه أو عصاه.
ومن صور هذا التكافل:
· أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لما أفاء الله عليه الفيء، كان يتولى قضاء ديون من مات من المسلمين، وليس عنده وفاء، كما يتولى رعاية عياله من بعده إذا لم يكن لهم مال ولا يتركهم ضياعا، وفي ذلك يقول صلى الله عليه وسلم: «أنا أولى بالمؤمنين من أنفسهم، فمن توفي من المؤمنين فترك دينا فعلي قضاؤه، ومن ترك مالا فلورثته» ( [6] ).
· وفي عهد أبي بكر - رضي الله عنه - حين تمردت بعض القبائل على أداء الزكاة قائلين: نصلي ولكن لا نزكي، فأبى أبو بكر إلا أن يقاتلهم كما يقاتل مدعي النبوة وأتباعهم سواء بسواء، قائلا كلمته الخالدة: «والله، لو منعوني عناقا - عنزة صغيرة - كانوا يؤدونها لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - لقاتلتهم على منعها »(. [7] ) وأجمع الصحابة معه على قتالهم، حتى أدوا الحقوق إلى أهلها.
ولم تعرف البشرية قبله حاكما، أو رئيسا يجيش الجيوش ويعلن الحرب؛ لينتزع حقوق الفقراء من براثن الأغنياء الأشحاء، بحد السيف وقوة السلاح.
· وفي عهد عمر - رضي الله عنه - حين اتسعت الفتوح وكثرت الموارد - وسع قاعدة التكافل، ففرض لكل مولود في الإسلام نصيبا، بل شمل هذا التكافل المسلمين وغير المسلمين، كما هو معروف من سيرة الفاروق - رضي الله عنه - فقد أمر أن يفرض لشيخ يهودي عاجز من بيت مال المسلمين ما يصلحه وأهله، وجعل ذلك مبدءا له ولأمثاله من أبناء ملته، وكذلك فرض للمجذومين النصارى الذين مر بهم في طريقه إلى الشام.
4. التسامح مع المخالفين:
في ظل شريعة الإسلام ربحت البشرية مبدءا أخلاقيا من أعظم المبادئ في العلاقات الإنسانية والدولية، هذا المبدأ هو: التسامح مع المخالفين في الدين.
وهكذا كان المسلمون حتى مع أشد الناس عداوة لهم، وحتى إبان اشتعال الحروب التي تغلب فيها عادة عواطف الغضب والغيظ على عوامل الحكمة والتعقل، يقول المؤرخ والفيلسوف الفرنسي غوستاف لوبون في صدر حديثه عن الفتوح الإسلامية في كتابه "حضارة العرب": "الحق أن الأمم لم تعرف فاتحين متسامحين مثل العرب، ولا دينا سمحا مثل دينهم ".
لقد احترمت الشريعة عقائد الآخرين، ورفضت الإكراه في الدين رفضا باتا، وأعلن القرآن هذه الحقيقة: ( لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي ) (البقرة: 256)، وخاطب الله - عز وجل - رسوله - صلى الله عليه وسلم - بقوله: ( أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين (99) ) (يونس)؛ ولهذا قرر المؤرخون بكل يقين: أن المسلمين لم يجبروا شعبا ولا فئة من الناس على اعتناق الإسلام بحال، وقد كانوا قرونا عديدة يملكون من القوة والنفوذ ما يغريهم بذلك، لولا سلطان الشريعة فوق رؤوسهم، ووازع الإيمان في صدورهم.
وينقل غوستاف لوبون أيضا عن عدد من المؤرخين الأوربيين ما يثبت هذه الحقيقة التاريخية بكل تأكيد، فيقول: قال روبرتسون في كتابه "تاريخ شارلكن": إن المسلمين وحدهم هم الذين جمعوا بين الغيرة لدينهم، وروح التسامح نحو أتباع الأديان الأخرى، وأنهم مع امتشاقهم الحسام نشرا لدينهم، تركوا من لم يرغبوا فيه أحرارا في التمسك بتعاليمهم الدينية.
وقال ميشود في كتابه "تاريخ الحروب الصليبية": "إن القرآن الذي أمر بالجهاد متسامح نحو أتباع الأديان الأخرى، وقد أعفى البطاركة والرهبان وخدمهم من الضرائب، وحرم محمد قتل الرهبان لعكوفهم على العبادات، ولم يمس عمر بن الخطاب النصارى بسوء حين فتح القدس، في حين ذبح الصليبيون المسلمين، وحرقوا اليهود بلا رحمة وقتما دخلوها ".
5. العلماء الذين يوجهون الملوك والخلفاء:
وفي ظل شريعة الإسلام وحكمه، وجد ذلك الصنف الرائع من العلماء الأقوياء الذين يدعون إلى الله على بصيرة، ويصدعون بالحق في شجاعة، ويرفضون الدنيا في كبرياء، ويرضون بالقليل في قناعة، فكانوا دعاة الحق، وهداة الخير، ومصابيح الهدى، وحراس العدالة، وحماة الشعب ، وهداة الملوك والرؤساء.
ولم تكن مكانتهم هذه لأنهم يحتكرون الوساطة بين الله وعباده، ولأنهم يقفون دون أبواب السماء، يصدرون قرارات الحرمان أو صكوك الغفران، كما يفعل رجال الكهنوت في بعض الأديان.
كلا .. وإنما كانت قوتهم ومكانتهم للعلم الذي يحملونه، والهدى الذي يمثلونه، والحق الذي يدعون إليه: ( ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين (33) ) (فصلت).
ذكر الغزالي في كتاب "الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" من إحيائه عن الأصمعي، قال: "دخل عطاء بن أبي رباح على عبد الملك بن مروان، وهو جالس على سريره - عرشه - وحواليه الأشراف من كل بطن، وذلك بمكة في وقت حجه في خلافته ، فلما بصر به عبد الملك قام إليه فأجلسه معه على السرير، وقعد بين يديه، وقال: يا أبا محمد، ما حاجتك فقال:؟ "يا أمير المؤمنين، اتق الله في حرم الله، وحرم رسوله، فتعاهده بالعمارة، واتق الله في أولاد المهاجرين والأنصار، فإنك بهم جلست هذا المجلس، واتق الله في أهل الثغور، فإنهم حصن المسلمين، وتفقد أمور المسلمين، فإنك وحدك المسئول عنهم، واتق الله فيمن على بابك، فلا تغفل عنهم، ولا تغلق بابك دونهم ".
فقال له عبد الملك: أجل أفعل، ثم نهض وقام، فقبض عليه عبد الملك، فقال: يا أبا محمد، إنما سألتنا حاجة لغيرك وقد قضيناها، فما حاجتك أنت؟ فقال: "ما لي إلى مخلوق حاجة"! ثم خرج. فقال: هذا - وأبيك - الشرف.
هذا الشريف النبيل - الذي أجلسه الخليفة على سريره وقعد هو بين يديه - لم يكن قرشيا، ولا عربيا، ولا زعيم قبيلة، ولا سيدا ورث السيادة من أبيه وجده.
لقد كان مولى من الموالى، ( [8] ) وصفوه فقالوا: كان أسود، أعور، أفطس، ( [9] ) أشل، أعرج، بل زادوا على ذلك فقالوا: إن يده كانت قطعت مع ابن الزبير - خصم عبد الملك ومنازعه على الخلافة - أما أبو عطاء فقالوا: كان نوبيا يعمل المكاتل ( [10] )!
وهذه والله إحدى أعاجيب هذا الإسلام العظيم: يرفع العبد المملوك بعلمه ودينه إلى مقام الملوك، ويجلس الأسود الأعرج بفضل إيمانه وفقهه على أسرة الخلفاء، وهم بين يديه قاعدون!
وأرسل سليمان بن عبد الملك إلى أبي حازم، فدعاه فدخل عليه فكان مما سأله: ما تقول فيما نحن فيه؟
قال: أوتعفيني؟
قال: لا بد، فإنها نصيحة تلقيها إلي.
قال: يا أمير المؤمنين، إن آباءك قهروا الناس بالسيف، وأخذوا هذا الملك عنوة من غير مشورة من المسلمين ولا رضائهم، حتى قتلوا منهم مقتلة عظيمة، وقد ارتحلوا، فلو شعرت بما قالوا وما قيل لهم؟!
فقال رجل من جلسائه: بئسما قلت!
قال أبو حازم: إن الله قد أخذ على العلماء الميثاق ليبيننه للناس ولا يكتمونه.
قال سليمان: وكيف لنا أن نصلح هذا الفساد؟
قال: أن تأخذه من حله، فتضعه في حقه.
قال سليمان: ومن يقدر على ذلك؟!
قال أبو حازم: من يطلب الجنة ويخاف من النار!
وعن سفيان الثوري - رضي الله عنه - قال: أدخلت على أبي جعفر المنصور بمنى، فقال لي: ارفع إلينا حاجتك.
فقلت له: اتق الله، فقد ملأت الأرض ظلما وجورا!
قال: فطأطأ رأسه ثم قال: ارفع إلينا حاجتك.
فقلت: حج عمر بن الخطاب - رضي الله عنهم - فقال لخازنه: كم أنفقت؟
قال: بضعة عشر درهما، وأرى هنا أموالا لا تطيق الجمال حملها ... وخرج.
ولعلماء الإسلام من أمثال هذه المواقف الرائعة ما لا يحصى.
6. الفرد الحر العزيز:
ولم يقف هذا النصح والتواصي بالحق عند حد العلماء الأقوياء، بل اتسع للفرد العادي من الناس.
ففي ظل شريعة الإسلام ونظام الإسلام، تربى الفرد الحر الكريم، الذي يؤمن بربه، ويعتز بنفسه، ويشعر بكرامته، ويثق بحقه في حياة حرة آمنة عادلة، لا سلطان فيها لغير الحق، ولا سيادة فيها لغير الشرع، ولا امتياز فيها إلا بالتقوى.
كما يرى أن من واجبه النصيحة في الدين، والتواصي بالحق والصبر، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فإذا كانت بعض الفلسفات والأنظمة ترى ذلك حقا للفرد يمكنه التنازل عنه، فهو - بحكم دينه - يراه واجبا لا يجوز التفريط فيه.
إنه الفرد الذي يقول لأمير المؤمنين علانية: "لو رأينا فيك اعوجاجا لقومناه بحد سيوفنا" غير هياب ( [11] ) ولا وجل، ( [12] ) وترد المرأة على الخليفة وهو يخطب فوق أعواد المنبر، لا تخاف منه ولا من أعوانه على نفسها أو قومها.
الفرد الذي يقوم لمعاوية وقد أخر العطاء عن الناس حينا، فيقول له وهو على المنبر: "إنه ليس من كدك، ولا من كد أبيك ولا من كد أمك"، فلا يملك معاوية إلا أن ينزل فيدخل بيته ويغتسل ليذهب عنه الغضب ثم يعود فيقول: " صدق أبو مسلم - قائل الكلام السابق - إنه ليس من كدي، ( [13] ) ولا كد أبي، فهلموا إلى عطائكم ".
7. الحاكم الصالح:
وفي ظل نظام الإسلام وجد الحاكم الذي لا يحتجب عن الشعب، ولا يظلمه، ولا يستعلي عليه، بل يشاوره وينزل عند رأيه، ويسوي بين نفسه وبين أصغر واحد من رعاياه.
· حاكم كأبي بكر - رضي الله عنهم - الذي أعلن سياسته في أول خطبة له بعد خلافته، فكان منها ما يحفظه المسلمون خاصتهم وعامتهم: "إني وليت عليكم ولست بخيركم، إن رأيتموني على حق فأعينوني، وإن رأيتموني على باطل فسددوني، أطيعوني ما أطعت الله فيكم ، فإن عصيته فلا طاعة لي عليكم ".
أبو بكر - رضي الله عنه - الذي قيل له: يا خليفة الله، فخشي من هذه الإضافة إلى الله أن تفهم على غير وجهها، وقال: إنما أنا خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم!
· حاكم كعمر - رضي الله عنه - الفاروق الذي يخطب الناس ويجرؤهم على نقده وتقويمه، فيقول: "أيها الناس، من رأى منكم في اعوجاجا فيقومني"، فيقول له أحد الرعية: لو رأينا فيك اعوجاجا لقومناه بحد سيوفنا! فيقول عمر رضي الله عنه: "الحمد لله الذي جعل في المسلمين من يقوم اعوجاج عمر بحد سيفه".
· حاكم كعلي بن أبي طالب الذي قبل معارضة الخوارج له، ما دامت معارضة فكرية سياسية، وإن كان فيها نقد لتصرفه - رضي الله عنهم - ما لم تتحول هذه المعارضة إلى عصيان مسلح يهدد أمن المسلمين ووحدتهم.
سمع علي - رضي الله عنه - أحد الخوارج يقول: "لا حكم إلا لله" - تعريضا بالرد عليه في قبول التحكيم - فقال علي رضي الله عنه: «كلمة حق أريد بها باطل! ثم قال: "لكم علينا ثلاث: لا نمنعكم مساجد الله أن تذكروا فيها اسم الله، ولا نمنعكم الفيء ما دامت أيديكم معنا، ولا نبدؤكم بقتال» ( [14] ).
وهذا يدل على جواز ما يعرف في عصرنا ب "التعددية السياسية" فإن أمير المؤمنين علي - رضي الله عنه - لم يعترض على وجود الخوارج، رغم أفكارهم المخالفة، بل أقر بوجودهم في المجتمع المسلم، ما لم يشهروا على الناس سيفا.
8. حضارة العلم والإيمان:
وفي ظل شريعة الإسلام قامت حضارة زاهرة، جمعت بين العلم والإيمان، وبين الدين والدنيا, كان للعلم في هذه الحضارة مكان بارز، وسلطان مبين، ولم تعرف ما عرفته حضارات أخر من النزاع بين العلم والدين، بل كان كثير من فقهاء الدين علماء مبرزين في علوم الكون والحياة، كما كان كثير من أساطين الطب والفيزياء والرياضيات وغيرها من أكابر علماء الدين، وهل كان ابن رشد وابن خلدون إلا فقيهين وقاضيين من قضاة الشريعة الإسلامية ( [15] ) .
9. شهادة التاريخ بروعة الفترات التي حكم فيها المسلمون بالشريعة:
إن التاريخ الصادق ينبئنا عن فترات مضيئة ما بين حين وآخر، رزق فيها المسلمون بحكام أوفياء لدينهم، صدقوا ما عاهدوا الله عليه، فحكموا شرع الله، وأقاموا عدله في الأرض، ونفذوا حدوده في القريب والبعيد، ولم يخافوا في الله لومة لائم، فعزوا وسعدوا وانتصروا، وعزت بهم الأمة وسعدت وانتصرت، وكان في هذا العز والسعادة تحت سلطان هؤلاء الحكام الملتزمين بشريعة الله: أنصع برهان على صلاحية هذه الشريعة للخلود، وأن الخير كل الخير في اتباعها، والاعتصام بحبلها، والشر كل الشر في الانحراف عنها، واتباع غير سبيلها.
· ولعل من أبرز الأمثلة التي تذكر بهذا الصدد في العهد الأموي: سيرة عمر بن عبد العزيز الذي ولي الخلافة بعد أن انحرف الحكم الأموي عن نهج الراشدين، وارتكب كثيرا من المظالم.
فما كان من عمر إلا أن أحيا العمل بالشريعة كلها، فألغى مظاهر الترف والأبهة، ورد المظالم، ومنع الفساد، وعدل في الرعية، وقسم بالسوية، وأقام الصلاة، وآتى الزكاة، وأمر بالمعروف، ونهي عن المنكر، فلم تمض ثلاثون شهرا - هي كل مدة خلافته - حتى عم الرخاء والازدهار، وساد الإخاء والاستقرار، وانمحى الفقر من بين الناس.
فعن عمر بن أسيد قال: "إنما ولي عمر بن عبد العزيز ثلاثين شهرا، لا والله ما مات حتى جعل الرجل يأتينا بالمال العظيم، فيقول: اجعلوا هذا حيث ترون في الفقراء، فما يبرح حتى يرجع بماله، يتذكر من يضعه فيه فلا يجده، قد أغنى عمر الناس" ( [16] ) .
· وفي العهد العباسي نجد خليفة كهارون الرشيد يبلغ ملكه من السعة والعظمة ما جعله يخاطب السحابة في السماء قائلا: شرقي أو غربي وأمطري حيث شئت، فسيأتيني خراجك!
فإذا تأملنا سيرة هذا الخليفة وجدناه - كما حكى الطبري وغيره من المؤرخين - يغزو عاما، ويحج عاما، ويصاحب العلماء والأولياء ويحاورهم، ويبكي لمواعظهم، "كالفضيل بن عياض"، "وابن السماك"، "والعمري"، ويحافظ على أوقات الصلوات، ويشهد الصبح في أول وقتها، ويكثر من صلاة التطوع، حتى قيل: إنه يصلي في اليوم مائة ركعة، ويقوم بما يجب لمنصب الخلافة من الدين والعدالة.
وقد دافع ابن خلدون عن الرشيد في مقدمته، وكذب أولئك المتخرصين الذين زعموا زورا أنه كان يسكر أو يعاقر الخمر، وقال: حاش لله، ما علمنا عليه من سوء.
ومما استند إليه ابن خلدون: أنه نشأ في أسرة دينية، وبيئة إسلامية خالصة، قال: ولم يكن بينه وبين جده أبي جعفر بعيد زمن، إنما خلفه غلاما، وقد كان أبو جعفر بمكان من العلم والدين قبل الخلافة وبعدها، وهو القائل لمالك حين أشار عليه بتأليف الموطأ: "يا أبا عبد الله، إنه لم يبق على وجه الأرض أعلم مني ومنك، وإني قد شغلتني الخلافة، فضع أنت للناس كتابا ينتفعون به، تجنب فيه رخص ابن عباس، وشدائد ابن عمر، ووطئه للناس توطئة"، قال مالك: فوالله لقد علمني التصنيف يومئذ.
وقد أدركه ابنه المهدي - أبو الرشيد هذا - وهو يتورع عن كسوة الجديد لعياله من بيت المال، ودخل عليه يوما وهو بمجلسه يباشر الخياطين في إرقاع الخلقان ( [17] ) من ثياب عياله، فاستنكف المهدي من ذلك، وقال: يا أمير المؤمنين، علي كسوة العيال عامنا هذا من عطائي، قال له: لك ذلك، ولم يصده عنه، ولا سمح له بالإنفاق من مال المسلمين.
يقول ابن خلدون: فكيف يليق بالرشيد على قرب العهد من هذا الخليفة، وما ربي عليه من أمثال هذه السير في أهل بيته والتخلق بها - أن يعاقر الخمر أو يجاهر بها؟!
وإن فيما كتبه الإمام أبو يوسف في كتابه "الخراج" لهذا الخليفة الجليل - ليهتدي به، ويسير على أحكامه في الشئون المالية، وما وعظه به في مطلع كتابه - لدليلا ناصعا على ما للشريعة وقيمها وأحكامها من مكانة عليا في نفسه، وفي حياته كلها.
والشاهد هنا: أن كل خليفة أو ملك أو سلطان عظيم في تاريخ الإسلام لم تكن عظمته إلا بمقدار صلته بهذه الشريعة الإسلامية، وحسن قيامه عليها.
· وحسبنا أن نذكر من عظماء السلاطين والأمراء هنا، ممن حقق الله على أيديهم الخير للمسلمين، وكتبهم التاريخ في سجل الخالدين، السلطان نور الدين محمود الملقب بالشهيد، الذي أحيا الله به سنة الراشدين، وأقام به معالم الدين، وقهر بسيفه الصليبيين.
ذكر الحافظ المؤرخ أبو شامة المقدسي في كتابه المسمى "أزهار الروضتين في أخبار الدولتين": أن نور الدين الشهيد لما ولي الحكم، كانت البلاد على أسوأ الأحوال من كل ناحية، ففكر عقلاء الدولة فيما يجب السير عليه في إصلاح شئون البلاد، وارتأوا أن مجرد تنفيذ أحكام الشرع عند ثبوت إجرام المجرمين ثبوتا شرعيا لا يكفي في قمعهم، فلا بد من أخذهم بأحكام قاسية سياسية حتى يستتب الأمن، وتصلح الأحوال، فرجوا العالم الصالح الشيخ عمر الملا الموصلي لما له من المنزلة السامية عند نور الدين قبل توليه الملك لعلمه ودينه، أن يوصل إلى مسامع الملك ذلك الرأي الحصيف - في ظنهم -، فقبل رجاءهم، وكتب إلى نور الدين يوصيه بالضرب على الأيدي الآثمة بأحكام صارمة، بدون انتظار إلى ثبوت إجرامهم ثبوتا شرعيا.
وبعد أن قرأ الملك توصية الشيخ كتب على ظهرها بيده الكريمة ما معناه: "حاشا أن أجازي أحدا بجرم قبل أن يثبت جرمه ثبوتا شرعيا، وحاشا أن أتهاون في عقوبة مجرم ثبت جرمه ثبوتا شرعيا، ولو جريت على ما رسمته التوصية لي لكنت كمن يفضل عقل نفسه على علم الله عز وجل، ولو لم يكن هذا الشرع كافيا في إصلاح شئون العباد لما بعث به خاتم رسله", وأعادها إلى الشيخ.
ولما اطلع الشيخ على هذا التوقيع الملكي الحازم، بكى بكاء مرا وقال: يا للخيبة، كان الواجب علي أن أقول ما قاله الملك! فانقلبت الأوضاع، وانعكس الأمر.
فتاب من توصيته أصدق توبة، وجرى الملك في تسيير الأمور على ما رسمه الشرع حرفا فحرفا فصلحت البلاد، وزال الفساد، في مدة يسيرة، وأصبحت تلك الأصقاع بحيث لو سافرت غادة حسناء وحدها، ومعها أثمن الجواهر والأحجار الكريمة من أقصى البلاد إلى أقصاها، ما حدثت أحدا نفسه أن يمسها بسوء لا في مالها ولا في عرضها.
وقد اكتظت كتب التاريخ بما تم على يد هذا الملك الصالح من الإصلاحات العظيمة، بعد تطهيره أرض الشام ومصر من عدوان أهل الصليب، حتى ألحق بالخلفاء الراشدين بسيرته الرشيدة".
· ومثل الشهيد "نور الدين محمود" تلميذه وخريجه السلطان "صلاح الدين الأيوبي" الذي حقق الله على يديه النصر على الصليبيين في معركة "حطين" الشهيرة، والذي فتح القدس، واستردها من أيدي الغزاة الأوربيين، بعد أن دامت في أيديهم تسعين عاما.
لقد حرص صلاح الدين على إحياء الأحكام الشرعية والسنة النبوية، بعد أن عاث العبيديون - المسمون بالفاطميين - فسادا في كل شيء، فكانوا يمنعون أهل السنة من قراءة الحديث، حتى اضطر بعض المحدثين إلى مغادرة مصر، وكانوا يكافئون الناس على لعن الصحابة، ويقولون: "من لعن وسب، فله دينار وإردب".. إلى آخر ما ابتدعوا في دين الله، وأفسدوا في دنيا الناس.
أما صلاح الدين، فقد أحيا السنة، حتى إنه اصطحب معه من العلماء من يدرس له صحيح البخاري وهو في المعمعة، وفي قلب الميدان.
ومما يذكر لصلاح الدين - رحمه الله - أن أحد رجاله المتميزين عنده، استعداه يوما على رجل غشه في معاملة، فما كان من السلطان المؤمن إلا أن قال له: "ما عسى أن أصنع لك، وللمسلمين قاض يحكم بينهم؟! والحق الشرعي مبسوط للخاصة والعامة، وأوامره ونواهيه ممتثلة، وإنما أنا عبد الشرع وشحنته، فالحق يقضي لك أو عليك"!
ومعنى عبارة السلطان: أنه ليس إلا منفذا لحكم الشرع كالشحنة - وهو صاحب الشرطة - وأن القضاة مستقلون بالحكم؛ لأنهم يحكمون بالشرع العادل المساوي بين الناس، وبهذا الالتزام والتمسك بالشريعة كتب صلاح الدين في سجل الخالدين، وعظماء التاريخ، وأقر بفضله العدو والصديق ( [18 ] ).
إن الذين يعارضون تطبيق الشريعة الإسلامية بحجة أن هذا ينافي مبدأ الحرية لغير المسلمين - وهو مبدأ مقرر دوليا وإسلاميا - يناقضون أنفسهم؛ لأنهم نسوا أو تناسوا أمرا أهم وأخطر، وهو أن الإعراض عن الشرع الإسلامي من أجل غير المسلمين - وهم أقلية - يتنافى مع مبدأ حرية المسلمين في العمل بما يوجبه عليهم دينهم - وهم أكثرية.
( * ) سماحة الإسلام، د. عبد العظيم محمد المطعني، مكتبة وهبة، مصر، ط1، 1414هـ/ 1993م.
[1] . أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب فضائل الصحابة، باب مناقب بلال بن رباح رضي الله عنهما (3544).
[2] . أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الأنبياء، باب: ) أم حسبت أن أصحاب الكهف والرقيم ( (الكهف: ٩) (3288)، وفي مواضع أخرى، ومسلم في صحيحه، كتاب الحدود، باب السارق الشريف وغيره (4505).
[3] . أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الإيمان، باب المعاصي من أمر الجاهلية ولا يكفر صاحبها (30)، وفي مواضع أخرى، ومسلم في صحيحه، كتاب الإيمان، باب إطعام المملوك مما يأكل وإلباسه مما يلبس (4405).
[4] . الهرطقة: مصطلح نصراني يقابل الكفر في الإسلام، وهو كل رأي يخالف رأي الكنيسة ولو كان صحيحا.
[5] . أخرجه الحاكم في مستدركه، كتاب البيوع (2166)، وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (2563).
[6] . أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الكفالة، باب الدين (2176)، وفي مواضع أخرى، ومسلم في صحيحه، كتاب الفرائض، باب من ترك مالا فلورثته (4242)، واللفظ للبخاري.
[7] . أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الزكاة، باب وجوب الزكاة (1335)، وفي مواضع أخرى، ومسلم في صحيحه، كتاب الإيمان، باب الأمر بقتال الناس حتى يقولوا: لا إله إلا الله (133).
[8] . الموالي: جمع مولى، ويطلق على السيد والعبد.
[9] . أفطس: انخفضت قصبة أنفه.
[10] . المكاتل: جمع المكتل، وهو الجراب.
[11] . هياب: خواف.
[12] . الوجل: الخوف.
[13] . الكد: الاشتداد في العمل، وطلب الرزق.
[14] . أخرجه البيهقي في السنن الكبرى، كتاب قتال أهل البغي، باب القوم يظهرون رأي الخوراج (16540).
[15] . شريعة الإسلام صالحة للتطبيق في كل زمان ومكان، د. يوسف القرضاوي، مكتبة وهبة، القاهرة، ط5، 1417هـ/ 1997م، ص26: 33 بتصرف يسير.
[16] . أخرجه البيهقي في دلائل النبوة، جماع أبواب إخبار النبي ـ رضي الله عنه ـ بالكوائن بعده (7/ 418).
[17] . إرقاع الخلقان: يرقع الثياب البالية.
[18] . شريعة الإسلام صالحة للتطبيق في كل زمان ومكان، د. يوسف القرضاوي، مكتبة وهبة، القاهرة، ط5، 1417هـ/ 1997م، ص42: 46.