-
ولماذا لانحبه ..؟
روى البخاري ومسلم في صحيحيهما عن أنس بن مالك رضي الله عنهما قال: "بينما أنا ورسول الله صلى الله عليه وسلم خارجين من المسجد، فلقينا رجلاً عند سدة المسجد فقال يا رسول الله: متى الساعة؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما أعددت لها" قال فكأن الرجل استكان ثم قال: يا رسول الله: ما أعددت لها كبير صلاة ولا صيام ولا صدقة ولكني أحب الله ورسوله. قال: "فأنت مع من أحببت" وفي رواية أخرى قال أنس: "فما فرحنا بعد الإسلام فرحًا أشد من قول النبي صلى الله عليه وسلم "فإنك مع من أحببت".
في رأيك أنت!
هل يستحق هذا الحديث كل هذه الفرحة من الصحابة رضوان الله عليهم؟
الإجابة هي: نعم
فهل تعلم لماذا؟؟؟؟
لأن محبة الله عز وجل ليست أمرا صعبا أوعسير المنال على من يطلبها ويسعى إليها وفي نفس الوقت توصل لهذه المنزلة العالية وهي مرافقة النبي صلى الله عليه وسلم في الجنة.
أخي الحبيب: هذا اللقاء هو دعوة لإعادة النظر في العلاقة مع الله عز وجل وإعادة بناءها من جديد على أساس قوي ومتين من حب الله عز وجل.
دعوة لنفض الغبار عن قلوبنا التي امتلأت بحب الدنيا والشهوات والملذات وإعادة ملئها بالوقود اللازم لحياتها وهو حب الله عز وجل؟ والإجابة على هذا السؤال تكون بسؤال آخر وهو: ولماذا لا نحب الله؟
ـ لماذا لا نحبه ونعمه تغرقنا ليل نهار وبلا مقابل منا. ولا يقطعها عنا بالرغم من تقصيرنا في حقه.
- لماذا لا نحبه وقد خلقنا مسلمين موحدين له عز وجل ولم يخلقنا عبادًا للأصنام ولم يخلقنا عبادًا للبشر، ولم يخلقنا عبادًا للبقر وللشمس والعياذ بالله.
- ولماذا لا نحبه وقد تكرم في عليائه وأنزل علينا كلامه العظيم في كتاب واحد ووضع فيه المنهج الذي يريدنا أن نلقاه عليه وتكفل بحفظ هذا الكتاب إلى يوم القيامة.
- لماذا لا نحبه وقد بعث إلينا أفضل الخلق والرسل بينما محمد صلى الله عليه وسلم لكي يكون صورة واقعية لتطبيق كلامه في الواقع فقد كان صلى الله عليه وسلم "قرآنً يمشي على الأرض".
ـ لماذا لا نحبه وقد سخر لهذه الأمة رجالاً أوصلوا هذا الدين لمشارق الأرض ومغاربها وجددوا لهذه الأمة دينها وحافظوا عليه من الانحرافات والزيغ.
ـ لماذا لا نحبه وهو يريد أن يتوب علينا ولذلك سهل طريق التوبة إليه ووضعه لعباده المؤمنين وكتب على نفسه أنه يغفر الذنوب جميعًا حيث قال: "إن الله يغفر الذنوب جميعًا".
ـ لماذا لا نحبه ولا زال يطهرنا من ذنوبنا بالابتلاءات التي يرسلها علينا حتى نلقاه يوم القيامة وما علينا خطيئة.
ـ لماذا لا نحبه وهو الذي ضاعف الحسنة وجعلها بعشرة أمثالها وجعل السيئة بمثلها فقط حتى تزداد حسناتنا وتعلوا منزلتنا في الجنة.
ـ لماذا لا نحبه وهو الذي يصبر على طغيان وتكبر أهل الأرض ولا يأخذهم بذنوبهم وهو القائل في كتابه {وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِمْ مَا تَرَكَ عَلَيْهَا مِنْ دَابَّةٍ} [النحل:61].
ـ لماذا لا نحبه وقد سترنا عند فعل الذنوب ولم يفضحنا أمام أهلنا وأصدقائنا. بل وأمهلنا حتى نتوب ولم يقبضنا على معصية كما يحدث للكثير من الناس والعياذ بالله.
ـ لماذا لا نحبه وقد رفع منزلة المحبين له في الجنة وجعلها بجوار النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه الكرام.
ـ لماذا لا نحبه وهو يحبنا كل هذا الحب الذي تظهر دلائله في جميع أمور حياتنا .. أبعد كل هذا نتساءل لماذا نحب الله عز وجل؟
أخي الكريم .. احرص على محبة الله عز وجل في قلبك واعلم أنك الخاسر الوحيد إن لم تصل لهذه المرتبة في الدنيا فالمولى لا يريدك أن تحبه لفائدة له عز وجل حاشاه عن ذلك ولكن لمصلحتك أنت وحدك.
ونختم بحديث النبي صلى الله عليه وسلم قال فيه: "لو أن الله عذب أهل سماواته وأهل أرضه لعذبهم وهو غير ظالم لهم".
وبالرغم من ذلك لا يعذبنا
وأخيرًا أيها الأحبة فإن من شيم الكرام حفظ المعروف ورد الجميل ونحن نحسبك من الكرام فهل لأحد جميل أو معروف عليك مثل الله عز وجل ؟؟؟
أخي الحبيب هيا بنا نحب الله عز وجل فهو بالفعل لا يستحق منا هذا الجفاء
أليس كذلك ؟؟؟؟؟؟
-
:User9999kk:
على هذه التذكرة وصدقت
كيف لا نحبه؟؟!!
-
جزاك الله خيرًا أخي الكريم على هذه الذكرى، نسأل الله أن ينفع الجميع بها.
وأريد أن أضيف على موضوعك أخي الكريم، أنه ليس العجب أن تحب الله عز وجل فمن منا لا يحب الله عز وجل، ولكن العجب كل العجب أن يحبك الله عز وجل، وهذا هو معنى مقالة لأحد السلف رحمهم الله.
أقول: كيف نصل إلى محبة الله، أو قبلها ماذا نستفيد من محبة الله عز وجل؟
أجاب على هذا السؤال في الحديث القدسي عن النبي :salla: عن ربه عز وجل: ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها ولئن استعاذني لأعيذنه، ولئن سألني لأعطينه.
وهذا الكلام لا يحتاج إلى شرح وتعليق.
وللإجابة على السؤال الآخر، وهو كيف يحبنا الله عزل وجل؟
الجواب في هذه الآية الكريمة حيث :kaal: ((قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم))
فمن أراد أن يستجلب محبة الله تعالى فليتبع سنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وهنا فائدة وهي: أن الآية الكريمة جعلت الشرط هو اتباع الرسول :salla-y: لا مجرد محبته فقط، لأن محبة رسول الله :salla: لا ينكرها أي مسلم، ولكن الاتباع هو المطلوب، وهو المحبة الحقيقة.
نسأل الله عز وجل أن يرزقنا صدق الاتباع لسنة نبيه :salla: إنه ولي ذلك والقادر عليه.
أختم بإعادة شكري للأخ الكريم على تذكيرنا بالله عز وجل، وأسأل الله أن يجعل ذلك في ميزان حسناته وأن ينفع به من قرأه.
وجزى الله القائمين على هذا المنتدى المبارك خير الجزاء