بسم الله الرحمن الرحيم
بعنوان : لو كنا كلنا بأخلاق يسوع أمام شر الشياطين.... هكذا ستكون النتيجة (بقلم / نجم ثاقب)
و الصلاة و السلام على سيدنا محمد رسول الله وخاتم المرسلين الصادق الأمين ....
وعلى سيدنا المسيح بن مريم عبد الله و رسوله المؤيد بالروح القدس ....
أما بعد ،،،،،
انتشر المبشرون ....
و فتحت القنوات التبشيرية ....
و الصفحات الألكترونية ....
تضع صورا لوجوه تبتسم ....
من شتى شعوب الأرض ....
هؤلاء وجدوا المسيح و قبلوا خلاصه ....
و يطلبوا منك أنت أيضا أن تفتح قلبك و تقول لالهك : يا رب أظهرلي الحق و أرني مجدك ....
لعبت شخصية يسوع الدور الرئيسي في مادة التبشير .....
تعالوا الي يا جميع المتعبين ....
تعالوا الي يا جميع المتعبين ....
تعالوا الي يا جميع المتعبين ....
كلمات يستخدمونها لك و لي و للعالم ....
كلمات يمكن أن تميل النفس البشرية لتلقي أحمالها على مطلقها ....
ومن ينكر سطوة الكلام الجميل الذي يفيض بالعطاء !
لا تنكره الا النفس الشريرة .....
الحقيقة أني كباحث قرأ موعظة الجبل .... وجدت أن السيد المسيح عليه السلام يضع دواءا قويا مضادا لداء قوي ....
وكنت أضرب المثل دائما بمن دق مسمارا على مدى مستقيم ثم انحرف معه الى جهة اليسار فلا بد له من ضربة منحرفة الى اليمين لتعديله الى مساره الصحيح ....
لذا كان يسوع متطرفا في التسامح و المحبة حتى يقوم بتعديل واقع متطرف نهجه الكهنة المتحكمين بأمة اليهودية ....
فلم يكن للمسيح أى مشكلة مع الرومان أبدا ....
بدليل أنه هو الذي كان صارما مع بيلاطس الذي أظهر ميله للتسامح مع أسيره يسوع .... لكن يسوع لم يقابل ذلك التسامح بنوع من التقدير ....
لقد كان هدفه أمة اليهود فقط ....
يهيئها لتقبل أعداءها ....
وتقبل النبي الجديد الذي سوف يأتي بمنهج معتدل بين منهجهم العنصري القاسي و منهجه المتسامح و اللين ....
لقد كان يسوع قاسيا على الكهنة ينعتهم بصفات تنم عن شتيمة و تحقير ....
لكنه كان يبث الأمل و القوة في اليهود المستضعفين الذين حكمهم الكهنة ببنود الشريعة دون حكمة .
و عليه ....
قام المبشرون دون تفكير ....
بجمع أقوال يسوع المريحة ....
ليخاطبوا بها كل العالم ليدخلوا في المسيحية ....
هؤلاء لا ألومهم .... بقدر ملامتي لمن قاموا بالتبشير من خلال التنفير ....
ينفرون الناس من الاسلام بعدم فهم حكمته ووسطيته ....
مقابل اظهار التطرف في المحبة في حكمة يسوع لوضع زمن خاص ....
لكن السؤال :
هل يصلح نهج يسوع لكل زمان ومكان و نفس ؟
تعالوا نختبر الأمر ....
تعالوا لنكون كلنا ( يسوع ) .....
باعتباره القدوة ....
الذي حول خده الآخر أمام من ضربه ....
و الذي خرج منه أعذب الكلام من المحبة و اللين ....
و الذي أعطى ثوبه .....
وتسامح .....
و الذي لم يقاوم الشر في الشر .....
لنكون كلنا ( يسوع ) ....
الهدف من كل رسالة هو مقاومة الشر و الحد منه ....
لتنقية المجتمعات البشرية من مظاهر الشيطان و اتباعه و فساده و سيطرته ....
ألا تتفقون معي على هذا الهدف ؟!
هل دورنا هو أن نسلم الأرض للشيطان لتكون لنا السماء ؟
هل دورنا أن لا نقاوم شر الأشرار بتحويل خدودنا دون نفكر بشتى الوسائل لايقافهم ؟
ليس المهم ان نقوم بتحويل خدودنا الى الاشرار دون أن نضع تعليما كيف نوقفهم ....
لذا كان لابد من مكمل بعد المسيح .....
فكان نهج الاسلام نهجا متوسطا .... حكيما ....
يتعامل مع الشر من مبدأ اللين بالموعظة و التخويف بالقوة ....
حتى لا يأخذ الشر مجده ليسرح و يرتع في مجتمع نسائنا و أولادنا و خيراتنا ....
ولنقوم بالتجربة .....
اذا كنا كلنا يسوع نطبق تعاليمه بالحرف أمام الأشرار ....
بينما المؤمن هو المستخلف بالأرض على الخير و مجد الله .....
فكيف سيكون تأثير ذلك على الشر و الأشرار ....
تعالوا نكون كلنا يسوع .....
تعالوا نحول خدودنا أمام الأشرار ....
تعالوا نهبهم ثوبنا .....
تعالوا نفيض عليهم محبة وتسامح مهما كان شرهم ....
تعالوا نكون كلنا يسوع .....
لا نقاوم الشر بالشر .....
نحب أعداءنا .....
نبارك لاعنينا ......
هل سنوقف الشر و تسلطه ؟؟؟؟؟
لندع التجربة تجيبنا ....
تعالوا نكون نفسيته نطبق تعاليمه كما طبقها .....
لنقول : تَعَالَوْا إِلَيَّ يَا جَمِيعَ الْمُتْعَبِينَ وَالثَّقِيلِي الأَحْمَالِ، وَأَنَا أُرِيحُكُمْ .
لنكون نحن كما أرادنا يسوع بهذا القول :
3 «طُوبَى لِلْمَسَاكِينِ بِالرُّوحِ، لأَنَّ لَهُمْ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ.
4 طُوبَى لِلْحَزَانَى، لأَنَّهُمْ يَتَعَزَّوْنَ.
5 طُوبَى لِلْوُدَعَاءِ، لأَنَّهُمْ يَرِثُونَ الأَرْضَ.
6 طُوبَى لِلْجِيَاعِ وَالْعِطَاشِ إِلَى الْبِرِّ، لأَنَّهُمْ يُشْبَعُونَ.
7 طُوبَى لِلرُّحَمَاءِ، لأَنَّهُمْ يُرْحَمُونَ.
8 طُوبَى لِلأَنْقِيَاءِ الْقَلْبِ، لأَنَّهُمْ يُعَايِنُونَ اللهَ.
9 طُوبَى لِصَانِعِي السَّلاَمِ، لأَنَّهُمْ أَبْنَاءَ اللهِ يُدْعَوْنَ.
10 طُوبَى لِلْمَطْرُودِينَ مِنْ أَجْلِ الْبِرِّ، لأَنَّ لَهُمْ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ.
11 طُوبَى لَكُمْ إِذَا عَيَّرُوكُمْ وَطَرَدُوكُمْ وَقَالُوا عَلَيْكُمْ كُلَّ كَلِمَةٍ شِرِّيرَةٍ، مِنْ أَجْلِي، كَاذِبِينَ.
12 اِفْرَحُوا وَتَهَلَّلُوا، لأَنَّ أَجْرَكُمْ عَظِيمٌ فِي السَّمَاوَاتِ، فَإِنَّهُمْ هكَذَا طَرَدُوا الأَنْبِيَاءَ الَّذِينَ قَبْلَكُمْ.
و لنكن نحن نشرق بشمسنا و صبرنا على الاشرار كما يشرق الله نور الشمس على الاشرار ممتثلين لكلمات يسوع التالية :
38 «سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ: عَيْنٌ بِعَيْنٍ وَسِنٌّ بِسِنٍّ.
39 وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: لاَ تُقَاوِمُوا الشَّرَّ، بَلْ مَنْ لَطَمَكَ عَلَى خَدِّكَ الأَيْمَنِ فَحَوِّلْ لَهُ الآخَرَ أَيْضًا.
40 وَمَنْ أَرَادَ أَنْ يُخَاصِمَكَ وَيَأْخُذَ ثَوْبَكَ فَاتْرُكْ لَهُ الرِّدَاءَ أَيْضًا.
41 وَمَنْ سَخَّرَكَ مِيلاً وَاحِدًا فَاذْهَبْ مَعَهُ اثْنَيْنِ.
42 مَنْ سَأَلَكَ فَأَعْطِهِ، وَمَنْ أَرَادَ أَنْ يَقْتَرِضَ مِنْكَ فَلاَ تَرُدَّهُ.
43 «سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ: تُحِبُّ قَرِيبَكَ وَتُبْغِضُ عَدُوَّكَ.
44 وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ. بَارِكُوا لاَعِنِيكُمْ. أَحْسِنُوا إِلَى مُبْغِضِيكُمْ، وَصَلُّوا لأَجْلِ الَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ وَيَطْرُدُونَكُمْ،
45 لِكَيْ تَكُونُوا أَبْنَاءَ أَبِيكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ، فَإِنَّهُ يُشْرِقُ شَمْسَهُ عَلَى الأَشْرَارِ وَالصَّالِحِينَ، وَيُمْطِرُ عَلَى الأَبْرَارِ وَالظَّالِمِينَ.
هل ستوقف الشر اذا كنا كلنا يسوع أمام الشر و الأشرار .....
لنرى ماذا سنتلقى من الأشرار عندما نمتثل لوصايا يسوع و نطبقها باحتراف صادق في زمن الأشرار و في وسطهم ......
اذا كنا كلنا مثل يسوع نتعامل بلينه و تسامحه و محبته ووداعته .....
اذا كنا كلنا يسوع .....
هذا هو مصيرنا :
V
V
V
V
V
V
V
V
V
V
V
V
V
V
V
V
V
V
V
V
V
V
V
V
V
V
V
V
فياليتكم تفهمون حكمة الاسلام .....
الذي جعلنا نحب الكلمات الجميلة التي تبذل العطاء و المحبة والتسامح و التفاني و اللين و الوداعة ....
لا توجد نفس نظيفة لها جذور الخير لا تأنس لتلك الكلمات الجميلة ....
لكن هذا عالمنا .....
فيه من الطبائع و النفوس المختلفة .....
فمنهم الاشرار الذين يترك لهم تسامحنا الفرصة ليتمادوا أكثر و خير دليل القدوة يسوع ونهايته برغم انه لم يفعل خطيئة كما يقول المبشرون .....
ومنهم الاشرار الذين يمكن أن تردعهم تلك الكلمات و التصرفات ....
لكن ....
الهيمنة ستكون لمن مسك زمام القوة أمام المتسامحين ....
لذا تقرأ في الاسلام : المؤمن القوى خير و أحب الى الله من المؤمن الضعيف .....
و تجد في ذهن المسلم القول بأن العفو عند المقدرة .....
واني مع المثل المصري القائل : فيه ناس تخاف و لا تختشيش .
ولكني في الوقت نفسه أعلم أن هناك من يستحقون مني كل بذل ....
فالمؤمن كيس فطن ....
يفهم جكمة الاسلام التي في كل اتجاهاتها تقاوم الشر وتنقي مجتمعاتنا منه .....
لا يفهمون الاسلام ....
ولا دعوة الاسلام للقوة ....
وما القوة الا لنصرة الضعيف و ايقاف تجبر الاشرار و تماديهم ....
لا يفهمون أن في الاسلام ما شابه مواعظ المسيح ....
بدعوة الله الينا أن نفر له لأنه ملجأنا و نجاتنا و حصننا ....
ودعوته للخير المطلق و العطاء و البذل .... لكن .... بحكمة ....
هذا و الا .... اذا كنت وديعا متسامحا أمام الشرير ....
على أمل أن يتوب وحده أمام ضعفنا ....
فهذا يعني ....
أن تحمل صليبك ليصلبوك .....
و المجد وقتها سيكون للصالبين أتباع الشيطان .
( انتهى ) .
نسأل الله الهداية للضالين ليفهموا حكمة الاسلام ووسطيته في مقاومة شر النفس و شر الغير .... و الحمد لله على نعمة الاسلام .
أطيب الأمنيات من نجم ثاقب .
