الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ
بسم الله والحمد لله والصلاه والسلام علي رسول الله
بعد..........
يثير الاوغاد شبهه واهيه جديده حول القران العظيم او وهي حول موضوع اللم واكثرهم لا يعرف اصلا ما هو اللم ولكنهم كالبغبغاوات في الترديد فقط فلنخض في غمار تلك الشبهه ودحصها باذن الله
وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أَسَاؤُوا بِمَا عَمِلُوا وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى (31) الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنشَأَكُم مِّنَ الْأَرْضِ وَإِذْ أَنتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ فَلَا تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى (32) النجم
صدق الله العطيم
تتحدث الايات الكريمه عن عدل الله سبحانه وتعالي وتبين مجازاته لكل فرد بعمله
(لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أَسَاءُوا بِمَا عَمِلُوا )اي ليجازي المسيء باساءته
( وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى
) اي ويجازي المحسن بجزاءه وهو الجنه جزاء احسانه
قال ابن الجوزي :والايه اخبار عن قدرته وسعه ملكه وهو كلام معترض بين الايه الاولي وبين قوله (الْأَرْضِ لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أَسَاءُوا ) لا انه اذا كان اعلم بالمسيء والمحسن جازي كلاً بما يستحقه وانا يقدر علي مجازاه الفريقين اذا كان واسع الملك. تفسير ابن الجوزي8/75
ثم ذكر تعالي صفات المحسنين فقال
(الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ ) اي يبتعدون عن كبائر الذنوب كالشرك والقتل واكل مال اليتيم
(والفواحش)اي ويبتعدون عن الفواحش .جمع فاحشه وهي ما تناهي قبحها عقلا وشرعا كالزني ونكاح زوجه الاب لقوله تعالي (ولا تقربوا الزني انه كان فاحشه) وقوله ( ولا تنكحوا ما نكح اباؤكم من النساء الا ما قد سلف انه كان فاحشه ومقتا وساء سبيلا)
(الا اللمم)اي ما قل وصغر من الذنوب .قال القرطبي: وهي الصغائر التي لا يسلم من الوقوع فيها الا من عصم الله كالقبله والغمزه والنظره. تفسير القرطبي 17/106
وفي الحديث ( ان الله عز وجل كتب علي ابن ادم حظه من الزني ادرك ذلك لامحاله فزني العين النظر وزني اللسان النطق والنفس تتمني وتشتهي والفرج يصدق او يكذب) اخرجه مسلم والبخاري.
قال الخازن: روي عن عمر وابن عباس انهنا قالا: لاكبيره في الاسلام ومعناه لا كبيره مع الاستغفار ولا صغيره مع الاصرار فالكبيره تمحي بالاستغفار والتوبه والصغيره تصير كبيره بالاصرار عليها.
( ان ربك واسع المغفره) اي هو تعالي غفار الذنوب ستار العيوب يغفر لمن تاب
قال ابن كثير: اي رحمته وسعت كل شيء ومغفرته تسع الذنوب كلها لمن تاب منها . مختصر تفسير ابن كثير 3/402
قال البيضاوي: ولعله عقب به وعيد المسيئين ووعد المحسنين لئلا يياس صاحب الكبيره ومن رحمته ولا يتوهم وجوب العقاب علي الله تعالي.تفسير البيضاوي4/173
وهكذا كشفنا كذب هؤلاء ولكن هؤلاء مرضي نفسيين وهم ظالمي لانفسهم لانهم اتبعوا اسفارهم الظالمه التي تجعل ابناء ادم كلهم شركاء في خطيئه ابيهم ادم حين عصي ربه واكل من الشجره المحرمه -الخطيئه الاصليه- وهذا يعني الطعن في عدل الله سبحانه وتعالي عن ذلك علوا كبيرا
فها هو بولس يقر ذلك الظيم في سالته لاهل روميه10:5 ( و نحن اعداء قد صولحنا مع الله بموت ابنه )
في حين يقرا المسلمون ان الله رحمته وسعت كل شيء
وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ (156) الأعراف
مَّنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدي لِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً (15) الاسراء
كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ أَنَّهُ مَن عَمِلَ مِنكُمْ سُوءاً بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابَ مِن بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (54) الانعام
واسال الله تعالي ان يسدد خطاي ويجزل لي الثواب يوم المآب فما عملت الا املا بنيل رضاه راجيا ان يجعل عملي خالصا لوجهه الكريم ويبقيه ذخرا لي يوم الدين
وكما ارجوا دائما من كل من قرا واستفاد ان يخصني بدعوه صالحه تنفعني يوم المعاد
وصلي اللهم وسلم وبارك علي سيدنا محمد وعلي اله وصحبه اجمعين
سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ (180) وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ (181) وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (181)والصلاه والسلام علي عباد الله اللذين اصطفي
واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمبن