الحروب الصلبية من كتاب قصة الحضارة :لمؤرخ ول ديورانت - شهد شاهدآ من اهلها
أخوتى المسلمين , زملانئا النصارى ..سلام الله على من أتبع الهدى
لقد اظل الله على بكرمه و وبفضله بأحد مجلدات قصة الحضارة لمؤلف ول ديورانت .. وكتابه بيعتبر من أعمدة التاريخ " نظرآ لاسلوبه المحايد , ولنقله الحقائق كما هى " .
والعجبية ان هذا الرجل تفوه بالكثير والكثير , الذى والله لو قارئها نصارى لشهد انا امة محمد -صلى الله عليه وسلم - هى اعلى الامم حضارة فى هذا العالم .
وسأعرض ان شاء الله , ما يهمنا فى الحوار الاسلامى النصرانى من معلومات . ولن أعرض الكتاب كله بالطبع !
وهنا سبب أخر , دفعنى الى ان اكمل عرض الكتاب ... هو انه كنت فى مرة عند حليمو , ودخل غرفته واحد , بيقول انه كان مسلم ولكن ترك الاسلام لانه يرى ان الاسلام ليس دين حضارى .
وهنا تمنيت انه لو كان هذا العمل خالصا لاعطيته ايه .
وعلى هذا سأعرض الباب الاول , على شكل مداخلات صغيرة حتى يتمكن الاخوة من المتابعة ..
وأتمنى من الاخوة عدم التعليق الا فى النهاية ... حتى لا يتكاسل الواحد عن اتمام هذا المشروع البسيط
الباب الثالث والعشرون . الحروب الصلبية , 1095--1391
الفصل الأول
أسبابها
كانت الحروب الصلبية هى الفصل الأخير من مسرحية العصور الوسطى ! ولعلها أجدر الحوادث بالتصوير فى تاريخ أوربا والشرق الادنى , ففيها عمد الدينان العظيمان - المسيحية والأسلام - أخر الامر , وبعد قرون من الجدل والنقاش ,الى الفيصل الأخير فيما شجر بين بنى الأنسان من نزاع , ونعنى به محكمة الحرب العليا وفيها بلغ كل تطور
فى العصور الوسطى , وكل توسع فى الشئون التجارية الديانة المسيحية , وكل تحمس فى العقيدة الدينية , وكا ما فى الأقطاع من قوة , وكل ما فى الفروسية من فتنة وبهجة , بلغ
هذا كل غايته فى حرب دامت مائتى عام فى سبيل روح البشرية والأرباح التجارية .
وأول سبب مباشر للهذه الحرب الصلبيبة --- تعليقى هامشى : الأسم الأنجيليزى crusade مشتق من اللفظ الأسبانى cruzada أى عليه علامة الصليب ..أنتهى التعليق الهامشى --هو زحف الأتراك السلاجقة ,وكان العالم قبل زحفهم قد كيف نفسه لقبول سيطرة المسلمين على بلاد الشرق الأدنى , وكان الفاطميون حكام مصر قد حكموا قد حكموا فلسطين حكما سمحا رحيما .
أستمتعت فيه الطوائف المسيحية بحرية واسعة فى ممارسة دينها . أذا أستثنينا بعض الفترات القصيرة القليلة . فأن الحاكم بأمر الله , الخليفة المجنون , دمر كنيسة الضريح المقدس "م1010" ولكن المسلمين أنفسهم قدموا المال الكثير لأعادة بنائها . وقد وصفها الرحالة المسلم " ناصرى خسرو " بأنها بناء واسع الجنبات تتسع لثمانية ألاف شخص , وبذل فى بنائها أعظم ما يستطاع من الحذق والمهارة . وزين كل مكان فى داخلها بالنسيج الحريرى البيزطنى المطررز بخيوط الذهب , ورسم فيها المسيح عليه السلام ,راكبا ظهر حمار .
وكان فى أورشليم كنائس أخرى كثيرة . وكان فى وسع الحجاج المسيحين أن يدخلوا الأماكن المقدسة بكامل حريتهم .وكان الحج الى فلسطين قد أصبح منذو زمن بعيد أحد شعائر العبادة أو التوبة من الذنوب , فكان الأنسنا أينما سار فى اوربا يلتقى بحجج يدلون على أنهم أدوا هذه الشعيرة بأن يضعوا على اثوابهم شارة فى شكل صليب من خوص النخل --- تعليقى هامشى : وكان هؤلاء يسمون palmers من كلمة palm أى النخلة ومن معانى كلمة palmer غشاش أو خادع فى اللب .أنتهى التعليق الهامشى--.جاءوا بها من فلسطين . ويوصف هؤلاء فى كتاب بيرز بالومان بأن " كان من حقهم أن يكذبوا ويخادعو ما بقى من حياتهم " .
ولكن الأتراك أنتزعوا بيت المقدس من الفاطمين فى عام 1070 , وأخذ الحجاج المسيحين يتحدثوا عما يلقونه فيها من ظلم وتحقير . وتقول قصة قديمة لا نجد ما يؤيدها , أن احد هؤلاء الحجاج وهو بطرس الناسك قد حمل الى البابا أوربان الثانى من سمعان بطريق أورشليم رسالة تصف بالتفصيل ما يعانيه المسيحيون فيها من أتضهاد وتستغيث
به لينقذهم
يتابع ان شاء الله
الفصل الثانى, الحرب الصلبيبة الأولى,1095-1099 م
وأنضوت جماعات لا عدد لها تحت لواء الحرب مدفوعة الى هذا بغريات كثيرة : منها أن كل من يخر صريعآ فى الحرب قد وعد بمغفرة ذنوبه , وأذن لأرقاء الأرض أن يغادورا الاراضى التى كانوا مرتبطين بها , وأعفى سكان المدن من الضرائب وأجلت ديون المدينين على يؤدا فائدة نظير ذلك العمل , وتوسع البابا فى سلطاته توسعا جرئيا فأطلق المسجونين , وخفف أحكام الأعدام عن المحكوم عليهم بها أذا خدموا طوال حياتهم فى فلسطين , وأنضم ألاف من المشردين الى القائمين بهذه الرحلة المقدسة .
وأقبل كثيرون من الأتقياء المخلصين المخلصين ليخلصوا الأرض التى ولد فيها المسيح ومات , ومنهم رجال سئموا الفقر الذى كانوا يعانون منه , والذى ظنوا أنه9 لا نجاة لهم منه , ومنهم المغامرون التواقون الى الأندفاع فى مغامرات جرئية فى بلاد المشرق , ومنهم الأبناء الصغار الذين يرجون ان تكون لهم أقطاعيات فى تلك البلاد , ومنهم التجار الذين يبحثون عن أسواق لبضائهم , والفرسان الين غادر الأرقاء أرضهم فاصبحوا لا عمل لهم , ومنهم ذو النفوس الضعيفة الذين يخشون أن يرميهم الناس بالجبن وخور العزيمة , ونشطت الدعاوة المألوفة فى الحروب فأخذت تؤكد أتضهاد الذى يلقاه المسيحين فى فلسطين , والمعاملات الوحشية التى يلقونها على أيدى المسلمين , والاكاذيب عما فى العقيدة الأسلامية من زيغ وضلال ; فكان المسلمين يوصفون انهم يعبدون تمثالا للنبى محمد<7> –صلى الله عليه وسلم –وأخذ الثرثاون " الأتقياء " يقولون :
أن النبى محمد –صلى الله عليه وسلم – أصابته نوبة صرع ألتهمته فى أثنائها الخنازير البرية <8> ورويت قصص خرافية فى ثروات الشرق , وعن الغانيات السمر ينتظرن أن يأخذهن الرجال البواسل <9>.
هذه البواعث المختلفة لا يمكن أن تجتمع من أجلها جموع متجانسة يستطاع أخضاعها لنظام عسكرى , وقد بلغ من أمر هذا الخليط أن النساء والأطفال أصروا فى كثير من الحالات على الانضمام الى صفوف المجاهدين ليقوم النساء بخدمة أزواجهن , والابناء بخدمة أبائهن , ولعلهم كانوا على حق فى هذا الأصرار , لان العاهرات سرعان ما تطوعن لخدمة المحاربين , وكان أربان قد حدد لبدء الرحيل شهر أغسطس من عام 1096 .
ولكن الفلاحين القلقين الذين كانوا أول المتطوعين لم يستطعوا الانتظار الى هذا الموعد , فسار جحفل منهم عدته نحو أثنى عشر ألف –لم يكن من بينهم ألا ثمانية من الفرسان . وبدأ رحلته من فرنسا فى شهر مارس بقيادة بطرس الناسك وولتر , وقام جحفل أخر –ربما كانت عدته 5000 من ألمانيا بقيادة القس جتشوك وزحف ثالث من أوض الريان بقيادة الكونت أمكو الليننجنى وكانت هذه الجموع غير النظامية هى التى قامت بأكثر الأعتداءات على يهود أمانيا ويوهيميا , وأبت أن تطيع ندأ رجال الدين والمواطنين من أهل البلاد , وأنحطت حتى استحالت الى وقت ما وحوشا كاسرة تستر تعطشها لدمار بساتر من عبارات التوقى والصلاح .
وكان المجندون قد جاء معهم ببعض المال , ولكنهم لم يجيئوا ألا بالقليل الذى لا يغنى من الطعام , وكان قادتهم تعوزهم التجارب فلم يعدوا العدة لاطعامهم ; وقدر كثيرآ من الزاحفين المسافة بأقل من قدرها الصحيح ., وكانوا وهم يسيرون على ضفاف الرين والدانواب كلما عرجوا على بلدة من البلاد يسألهم أبناهم بلهفة – أيست هذه أورشيلم ؟ ولما فرغت أموالهم وعضهم الجوع , أضطروا أىل نهب ما فى طريقهم من بيوت وحقول ,وسرعان ما أضافوا الفسق الى السلب والنهب <11>.