هل لي ان اطرح سؤال ؟إن هذا لساحر عليم
هل لي هنا أن أطرح سؤالا حول القران ..
لقد وردت قصة إفحام موسى للسحرة في قصر فرعون في القرآن عدة مرات، وبصيغ مختلفة ، نقتبس منها الرد على موسى قبيل إجراء معجرة إلقاء العصا ، والتهامها لعصي السحرة ، وهي ما يلي :
ورد في سورة الأعراف 109 - 110
· قَالَ الْمَلأُ مِن قَوْمِ فِرْعَوْنَ إِنَّ هَـذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ
· يُرِيدُ أَن يُخْرِجَكُم مِّنْ أَرْضِكُمْ فَمَاذَا تَأْمُرُونَ
كما ورد في سور الشعراء 34 - 35
· قَالَ لِلْمَلَإِ حَوْلَهُ إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ
· يُرِيدُ أَن يُخْرِجَكُم مِّنْ أَرْضِكُم بِسِحْرِهِ فَمَاذَا تَأْمُرُونَ
كما ورد في نفس الموقف في سورة طه 63
· قَالُوا إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ يُرِيدَانِ أَن يُخْرِجَاكُم مِّنْ أَرْضِكُم بِسِحْرِهِمَا وَيَذْهَبَا بِطَرِيقَتِكُمُ الْمُثْلَى
والأسئلة التي تطرح نفسها هنا ، من قال (إن هذا لساحر عليم أو إن هذان لساحران)؟
هل الملأ من قوم فرعون أم فرعون أم السحرة؟
ثم هل كان الخطاب موجهاً إلى موسى أم إلى موسى وهارون؟
أي هل قيل (إن هذا لساحر عليم) أم (إن هذان لساحران)؟
الجواب عن اسئلة الأخ ديكارت
بسم الله الرحمن الرحيم
يا عزيزى ، اذا أنعمت النظر لوجدت أن الآيات التى ذكرتها تفسر نفسها بنفسها
ذلك أن آيات سورة الأعراف قد حددت القائل بلا أدنى لبس بقولها :
" قال الملأ من قوم فرعون "
أما سورة الشعراء فقد حددته بأنه فرعون , ولا تعارض بينهما , وسأخبرك كيف يكون ذلك ؟
لقد كان ملأ فرعون يرددون قوله كما الببغاوات ، أو كما لو كانوا مجرد صدى لصوته فحسب لا غير ، واليك البرهان من القرآن
قال تعالى عن فرعون : " استخف قومه فأطاعوه "
وقال على لسانه مخاطبا قومه " ما أريكم الا ما أرى ، وما أهديكم الا سبيل الرشاد "
فليس ملأ فرعون الا صدى لصوته , يرى الرأى فيرددوه بلا أدنى مراجعة منهم ولا تفكير
أما عن مسألة من هو المخاطب : موسى أم هارون ؟
فالجواب عليها : ليس فى الآيات خطاب كما تظن , فالآيات انما تصف ندوتين أو بلغة العصر مؤتمرين عقدهما فرعون مع الملأ من قومه
ففى الندوة أو الاجتماع الأول انصب حديثهم عن موسى وحده
أما فى الثانية فقد ضموا اليه أخاه هارون
فلا يوجد تناقض بين الآيات اذا ما تدبرنا القرآن حق تدبره
هذا ، والله عز وجل أعلى وأعلم
رعاك الله ورزقكم وايانا حسن الفهم عنه , اللهم آمين
وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم