إذا كان الإسلام دين الفطرة ودين اليسر، فلماذا لا تهوي إليه أفئدة المزيد من الناس؟
السؤال: إذا كان الإسلام دين الفطرة ودين اليسر، فلماذا لا تهوي إليه أفئدة المزيد من الناس؟ ولماذا يرتد البعض بعد دخولهم فيه؟.
الفتوى:الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:.
فما ذكره السائل غير مسلَّم له أصلا والواقع بخلافه، فالإسلام بشهادة غير المسلمين هو الديانة الأكثر والأوسع انتشارا في العالم، وهذا الانتشار ليس بسحر الإعلام، ولا بإغراء الشهوات والأموال، ولا بقوة النفوذ وقهر السلاح، ولا باستعلاء النظم الاجتماعية وتأثير التقليد الأعمى!! ولا يمكن إرجاع ذلك إلا لشيء واحد، وهو كونه الدين الحق المؤيد من قبل الله، فهو يحمل قوته في ذاته لا من أتباعه، ولا يخفى على السائل ولا غيره من المتابعين شأن الإسلام أن الفاتيكان قد أقر بأن الإسلام هو الديانة الأولى والأكثر انتشارا في العالم، وأنه تجاوز المسيحية بأكثر من ثلاثة ملايين مؤمن عبر أنحاء المعمورة، وبحسب بيان الفاتيكان فإن عدد المسلمين في العالم تجاوز مليارا وثلاثمائة واثنين وعشرين مليونا في العالم ـ1.322.000.000ـ وبذلك تكون نسبة المسلمين 19 % من سكان العالم، مقابل 17.5 % من المسيحيين، وقد لاحظ الفاتيكان الإقبال منقطع النظير من جانب مواطنين غربيين مسيحيين ويهود ومعتقدات أخرى على اعتناق الدين الإسلامي خلال السنوات الأخيرة، رغم حملة التشويه التي تقودها ضده جهات معادية للمسلمين، ورغم الأموال الطائلة التي تنفق على حملات التبشير المسيحية!!..
وهذا تقدير الفاتيكان، والواقع أكبر من هذا، فقد أكدت الإحصائيات الصادرة عام 2008م من معهد جالوب لأبحاث الرأي العام بأمريكا أن محاولات تشويه صورة الإسلام والمسلمين وبناء صورة سيئة لكل ما هو مسلم باءت بالفشل، وأن الإسلام ما زال ينتشر في أوروبا وأمريكا وكافة أرجاء الدنيا، وهناك توقعات لأحد أساتذة الجغرافيا الاجتماعية بجامعة إكسفورد بتضاعف عدد المسلمين بحلول عام 2015، بينما سينخفض عدد غير المسلمين بنسبة 3ـ 5%، وهو ما دفع المونسنيور فيتوريو فورمينتي في 2008م أن يقول: عدد المسلمين فاق عدد الكاثوليك ليصير أتباع الإسلام الأكثر في العالم... للمرة الأولى في التاريخ لم نعد في القمة
.وفي تقرير نشره موقع CNN بعنوان: النمو السريع للإسلام في العالم الغربي ـ يعترفون بأن أعداد الذين يعتنقون الإسلام كل عام في العالم الغربي كبير جدًّا، وهو في تسارع مستمر، والجدير بالذكر أن معظم الذين يعتنقون الإسلام من الأمريكيين يتحولون إلى دعاة للإسلام بعد أن يلتزموا بصورة تفوق التصور بتعاليم الإسلام، ويؤكد معظم الباحثين أن أكثر من عشرين ألف أمريكي يعتنقون الإسلام كل عام، وذلك بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر! فعلى العكس مما هو متوقع بأن أعداد المسلمين الجدد ستنخفض إلا أن النتيجة جاءت على عكس الحسابات، فقد أظهرت الإحصائيات ـ وكما يقول الخبراء الأمريكيون ـ أن أعلى نسبة لاعتناق الإسلام في أمريكا جاءت بعد أحداث سبتمبر بشكل لم تشهد البلاد له مثيلاً من قبل! وسبب ذلك هو الإقبال الكبير على شراء الكتب الإسلامية بعد هذه الأحداث مما فتح مجالاً للناس أن يتعرفوا على الإسلام من مصادره، وهذا ما يدفعهم لتصحيح فكرتهم عن الإسلام واعتناقه بسهولة، وقد فاق عدد المسلمين في الإحصائيات الإسلامية لسنة 2012 المليارين، وراجع في ذلك أحد الرابطين التاليين:http://www.alukah.net/Translations/0/47000/
http://www.islammemo.cc/akhbar/arab/.../08/88342.html
وأما ارتداد بعض من يدخل في الإسلام: فهذا أمر نادر، يكاد يكون محصورا في بعض الأحوال ذات الطبيعة الخاصة من حيث الشهوات والشبهات والظروف الاجتماعية. وعلى أية حال، فالعبرة بالغالب، وأما النادر فلا حكم له، ويكفينا أن نقلب السؤال ونقول: لماذا يعتنق الغربيون الإسلام برغم واقع المسلمين السيئ، وبرغم الهجمة الإعلامية الشرسة، وبرغم الموروث الثقافي المختلف أو المعادي في بعض الأحيان؟!وراجع لمزيد الفائدة الفتاوى التالية أرقامها
54711، 69083، 34493، 24086، 29077، 58415
.والله أعلم.
